سجلها " المماليك" بلقبهم..1: حكاية «أمازيغ ليبيا» الذين سكنوا «نموي وجزيرة الحجر» فتحولت لمغاغة!!

لكل بلد حكاية وسكان أصليين قطنوا بقطعة من الأرض منذ آلاف السنين، سواء كانوا نازحين أم فاتحين، وحكاية اليوم حول سكان "مغاغة" الأصليين الذين تجمعوا على قطعة من الأرض بعد قدومهم من برقة الليبية، بعدما قرروا الهجرة إلى مصر.

ويعتبر مركز مغاغة هو ثاني مراكز محافظة المنيا من الناحية الشمالية على  الحدود من محافظة بنى سويف ، وهو من أهم مراكز المحافظة وأكبرها على الرغم من حداثة إنشائه كما سيأتي الذكر لاحقا .

هؤلاء النازحين قدموا من قبيلة "لواتة"وهي  قبيلة امازيغية كانت تسكن فى برقة بليبيا، حيث تمركزوا في منطقتين تكونت بهما قرية " بنو مغاغة" القديمة والتي حملت نفس لقبهم.

"التكوين الأصلي لمغاغة"

التقسيم الاداري لمركز مغاغة حاليا

ويتحدث محمود مندراوي كبير مفتشي منطقة المنيا الشمالية الأثرية، عن منطقتي كانتا أساس تكوين مركز مغاغة، عبر ما يسمى بالأعمال البهنساوية.

 يقول مندراوي أن العديد من كتب المؤرخين القديمة ومنها " قوانين ابن مماتي" و "تحفة الإرشاد في اسماء البلاد" قد ذكرت أن مغاغة قديما كانت منطقة تكونت من ناحيتين تضم إحداها مجموعة من الجزر وأراضي الساحل وتسمى " جزيرة الحجر"وبقية مساحة المركز القديمة كانت لبلدة تدعى "نموي ، فأما نموى فى بلدة مغاغة  ذاتها ، والأراضي الواقعة فى غربها وجنوبها،  وأما "جزيرة الحجر" فتشمل أراضى الساحل والجزائر التابعة لمغاغة ، وقد وردتا فى قوانين ابن مماتى وفى تحفة الإرشاد ، أحداهما فى حرف الميم وهى جزيرة الحجر ، والثانية بحرف النون نموى ، من أعمال البهنساوية.

والأعمال البهنساوية هي تقسيم جغرافي تم استحداثه في عهد الدولة الفاطمية،على أراضي "البهنسا وأهناس والقيس القديمة"،وكانت قاعدتها البهنسا وضم إليها بعض قرى " الأعمال البوصيرية بعد إلغائها،وظل العمل قائماً بها حتى بداية العصر العثماني في مصر، وجاء في كتاب تحفه الإرشاد: "نموى وجزيرة الحجر ، مجموعتان من الأعمال المذكورة ".

"السكان الأصليين"

ويكمل كبير المفتشين الأثريين حديثه حول السكان الأصليين لهاتين المنطقتين، وهم "بنو مغاغة" الذين سميت هذه القرية بإسمهم ، ويرجع أصلهم من بطون قبيلة تدعى  "لواتة" التى نزلت بالبهنساوية كما ورد فى كتاب «صبح الاعشي» عند الكلام على القبيلة الثانية ، وهى قبيلة لواتة (ص 264 ج اول).

وقبيلة لواتة هى قبيلة امازيغية كانت تسكن فى برقة فى ليبيا ، هاجرت الى تونس ومصر متحالفة مع "هوارة" إبان العصر الفاطمي ، ثم اضطروا تحت الحروب مع "زنارة" الى الخروج من إقليم البحيرة إلى شمال و وسط الصعيد، بينما صعدت "هوارة" الى جرجا و ما حولها و استقرت ايضا هناك.

 ويذكر أن اسم ليبيا قد اشتق منها ، وقد ذكر إبن خلدون أن اصل لواتة   "بني لوا"، والألف والتاء كما ذكر ابن خلدون زيادة للجمع لأن البربر إذا أرادوا الجمع زادوا الألف والتاء فصار لوات، فلما عربته العرب حملوه على الأفراد وألحقوا به هاء الجمع.

ويضيف محمود قد انجب "لوا" هذا عدة بطون ومنها كطواف ومنه بنو كطواف (قبيلتى مغاغة ودانة)،وقد أخذت لواتة في الهجرة من برقة موطنهم الأصلي إلى مصر واستقرار بها، وأصبحت برقة خالصة لقبائل "بني هيب" من بنو سليم، وانتشرت قبائل لواتة بمصر في الوجه البحرى وفي الجيزة وفي الصعيد.

"متي سميت مغاغة؟"

فى أواخر أيام دولة المماليك ،أطلق على هاتين الناحيتين "جزيرة الحجر ونموي" أسم مغاغة ، نسبة لسكانها بنو مغاغة،

ووردت باسم "مغاغة" فى كتاب «وقف السلطان الغورى» المحرر فى سنة 922 هـ، كما ذكر  فى دليل سنة 1224 هـ ( نموى وجزيرة الحجر) وتعرف بمغاغة ، وفى تاريخ سنة 1232 هـ "جزيرة الحجر" وهى مغاغة ، ومن سنة 1260هـ باسمها الحالى .

"قرار تأسيس مركز مغاغة"

وفى 24 مارس سنة 1890 صدر قرار بإنشاء مركز خامس بمديرية المنيا باسم مقر مغاغة ، وجعلت بلدة مغاغة مقرا له من تلك السنة .

....يتبع ...