كواليس قضاء الملك فاروق "٣٠ دقيقة" بمنزل ناريمان قبل خطبتها ب«حلاوة المولد».. وحكاية الصورة التي أغضبته!!

قرر الملك فاروق أخيرًا الذهاب لمنزل المرحوم حسين بك فهمي والد ناريمان لكي يعرض على والدتها المنياوية أصيلة هانم الخطبة والزواج من ابنتها، والتي كانت تبلغ السابعة عشرة من عمرها.

 ذهبت ناريمان ووالدتها لإقتناء أجود أنواع الحلوى من "جروبي" وظلا قلقين لأن من يزورهما هو الملك وليس شخصًا آخر، قاما بمساعدة من في المنزل لتزيينه بالورد والزينه، كما عملت ناريمان على تزيين نفسها بإرتداء ثوبًا جديدًا فاخرًا ليليق بالزيارة الملكية.

ودق الملك باب ناريمان، ليدخل قلبها مع منزلها الكائن في مصر الجديدة والمعروف بـ"فيلا العروبة"، وكان قد وصل الملك بسيارة "كاديلاك حمراء" وكان يرتدي بدله سوداء، مكث في المنزل لمدة 30دقيقه، وطلب من ناريمان أن تُعد له فنجانًا من القهوة.. يا له من إختبار صعب.. قهوة "ملكية".

ويسرد كريم ثابت المستشار الصحفي السابق للملك فاروق، في مذكراته تفاصيل تلك الزيارة والحديث الذي دار بين الملك فاروق والسيدة أصيلة محمود وإبنتها ناريمان، حيث كان ممن حضروا تلك الزيارة بصحبة زوجته أيضا.

يحكي ثابت ما جاء على لسان الملك فارق: "جئت أقول لكم كل عام وأنتم بخير بمناسبة المولد النبوي الشريف"، مضيفاً: قدم الملك فاروق لناريمان علبة بسيطة من الحلوى الشعبية في صندوق لم يتجاوز ثمنه بضعة جنيهات!!، طلب فاروق أن تجلس ناريمان إلي جواره على "الكنبة"، فجلست وكانت في شدة الخجل لا تقول شيئًا إلا "أيوة –لأ" في ردودها على أسئلة الملك.

ويكمل "ثابت" تفاصيل الزيارة قائلاً: "تجول الملك فاروق في منزل ناريمان، دخل مكتب والدها حسين فهمي رحمه الله، وأثناء تصفحه الغرفة وجد صورة إبراهيم دسوقي أباظة وزير المواصلات السابق ، فإنفعل الملك وقال "دي تتشال من هنا، هبعتلكم صورة تانيه ممكن تحطوها مكانها"، واضح أن الملك كان ينوي أن يضع صورته بدلًا من صورة دسوقي أباظة"..هكذا علق مستشار الملك..والذي واصل نقله لتفاصيل الزيارة.

أكمل عبر مذكراته التي نُشر جزءً منها بالصحف: "بعد هذا الموقف خرج الملك فاروق وجلس في صالون المنزل، وقال "إعملوا قهوة"، وكما علمنا أن ناريمان هي من أعدت القهوة للملك، وأرادت أصيلة هانم والدة ناريمان تقديمها لفاروق لكنه قاطعها وقال لها: "خلي البنت تقدمها"، وقامت ناريمان وحملت الصينية وقدمت القهوة للملك".

ويحكي ثابت: جلس الملك يرتشف قهوته، نهضت وزوجتي لنتشارك الملك القهوة فقال "فاروق" لناريمان: قدمي إنتي القهوة للباشا والهانم!! لعله كان يريد أن يختبر تصرفها إذا أحرجها شخص أو أراد أن يهز كرامتها!!، وبعدما شرب الملك القهوة إنتهت الزيارة ، وقال لنا "ها إيه رأيكم؟ " ردت زوجتي "كويسه" فقال الملك .."على كل حال ييجي منها"

وقبل الرحيل أهدى الملك سيجاره الخاص من نوع "هافانا" لناريمان، وكانت تريد أن تذهب به صبيحة اليوم التالي لمدرستها الثانوية، لكي تفخر بـ"سيجار" الملك وتذكاره الخاص، لكن أصيلة هانم والدتها منعتها من فعل ذلك.