«ملكة في بيت الطاعه».. الحلقة الثانية: الصحافة تهاجم ناريمان بسبب موعد زواجها.. «الدنيا صيام»!!

تحدثنا في أولى حلقات السلسلة حول تفاصيل رحلة الملكة السابقة ناريمان للإسكندرية،للهروب من ملاحقة الصحفيين وأعوان الملكية بعد حصولها على الطلاق من الملك فاروق،ومقابلتها مع صديقتها عقيلة النقيب والتي اصطحبتها في نزهة بصحبة شقيقها الدكتور الذي عرض على ناريمان الزواج.

في هذا الوقت كان "مصطفى صادق" عم ناريمان وولي أمرها بعد وصية أبيها، يعمل في دولة عربية "الكويت"، وكانت تحرص على مراسلته وتعرفه بكل شئ يحدث.

إتفق عائلتا "صادق والنقيب" على إتمام الزواج بعد إنتهاء شهور "العدة" وتم إشهار الزواج في بدايات مايو 1954الموافق أول رمضان 1373هجرية ، تولى صيغة عقد إتمام الزواج الدكتور عثمان حسن جبر مأذون قسم مصر الجديدة، وثبت في العقد قيمة مُقدم الصداق 100ألف جنيه والمؤخر 1000جنيه.

كان أمرًا غريبًا أن يتم الإعلان بداية شهر رمضان،فمن المتعارف إجتماعيًا عدم تفضيل المسلمين للزواج في شهر رمضان تقديسًا لمناسك الصوم، مما إستدعى "تدخُل" الصحافة لمعرفة سبب تحديد هذا التاريخ.

وبالفعل توجه أحد الصحفيين التابعين لمجلة "الإثنين" إلي منزل ناريمان الجديد في حي "سبورتنج" بالإسكندرية ،وقدم إليها التهنئة بمناسبة زواجها.. قال الصحفي"مبروك" لترد الملكة السابقة: الله يبارك فيك أشكركم نيابة عن أدهم "خالص".

ذهب صحفي المجلة لإلتقاط بعض الصور، وكانت "أصيلة" هانم قد حددت مكانًا مخصصًا لإلتقاط الصور بالمنزل، ووضعت به باقات من الزهور، تواجد مجموعة آخري من الصحفيين، وتوجهت ناريمان لموضع التصوير بصحبة زوجها، إلتقط الصحفيون صورًا كثيرة للحد الذي طالبت بسببه السيدة والدتها بالإكتفاء بما تم تصويره وقالت: "كفايا كده إنتوا هتتعبوها جدًا.. الدنيا صيام"، يبدو أنها كانت "مسيطرة" جدًا... 

بعد ذلك بادر الصحفي بسؤال الدكتور أدهم النقيب عن شعوره بعد الزواج من ملكة مصر السابقة ومدى سعادته بذلك؟ ليجيب النقيب قائلاً: "ألا تلاحظ أنى سعيد جداً، إننى أعتقد أن هذا الزواج من نِعَم الله علىَّ".

وحين هّمَ الصحفي بسؤال "ناريمان" باغته أدهم قائلاً: «أنا سأجيبك نيابة عنها؟! إنها سعيدة أيضاً»، وضحكت ناريمان وتدخلت أصيلة هانم مرة أخرى.. قائلة.. "كفاية أحاديث إنتوا ما شبعتوش صور ولا كلام.. العريس والعروسة صايمين طول النهار وتعبانين".

وكانت قد عبرت الملكة السابقة عن سعادتها بهذا الزواج في أكثر من مناسبة، ولفتت أن أكثر ما يسعدها هي "بساطة العيش" مع طبيب ذات دخل متوسط، وأن السعادة والصفاء ليست في "القصور الملكية" بقدر البساطة والتفاهم، وكان هذا مؤشرًا جادًا من ناريمان بعزمها نهاية ونسيان رحلة زواجها الملكي السابق.