حكاية «50ألف جنيه» وضعها "عبد الناصر" تحت تصرف "طه حسين" ورفضها زعيم الاشتراكيين
رغم أنهما لم يلتقيا كثيراً إلا أن ايمان كل منهما بمحاربة الفقر والجهل كان كفيلاً لوجود علاقة من الحب والإعجاب بل الامتنان والاعتراف بالفضل المتبادل بين كلا من عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين والرئيس الراحل جمال عبد الناصر
فقد كان حسين هو أول من أيد مطالب الجيش بعزل الملك فاروق بل يقال أنه هو من أطلق لفظ الثورة على حركة تنظيم الضباط الأحرار في كتاباته وخطبه، حيث كانت علاقته بالملك فاروق شهدتها كثير من التوترات بل والهجوم نتيجة إرادة النظام الملكي أن يجعل المصريين خداما لهم كما قالها العميد صريحة في إحدى خطباته الشهيرة للملك فاروق.
وعندما تعرض ناصر لمحاولة اغتيال من قبل عناصر من تنظيم الإخوان المسلمين في حادثة المنشية عام 1954 في الإسكندرية، كتب طه حسين مقالاً أدان فيه الجريمة وأشاد بحسن تصرف عبد الناصر، وهاجم الإخوان.
كل هذه العوامل جعلت هناك علاقة خاصة جداً بين عميد الأدب وزعيم الشعب، لدرجة أنه عندما علم الرئيس جمال عبدالناصر أن الدكتور طه حسين يبحث عن أربعة آلاف جنيه
لبدء مشروع أدبي كبير، أمر على الفور بمنحه مبلغ ٥٠ ألف جنيه توضع تحت تصرفه.
![]() |
من عدد مجلة روز اليوسف عن مشروع ترجمة الأعمال الأدبية والفكرية العالمية إلي العربية |
هذا ما ذكرته مجلة «روز اليوسف» العريقة، في صفحة بأحد أعدادها تحت عنوان " الكتب التي اقترح ترجمتها"، والتي تواصلت من خلاله المجله مع رموز مصر من الأدباء والمثقفين، حول مشروع الدكتور طه حسين الخاص ب(ترجمة الآثار الأدبية والفكرية العالمية إلي اللغة العربية).
وكتبت المجلة: " علم الرئيس جمال عبد الناصر أن الدكتور طه حسين يضع مشروعاً لترجمة الآثار الأدبية والفكرية العالمية إلي اللغة العربية، وأنه يبحث عن أربعة آلاف جنيه يبدأ بها هذا المشروع"
وتابعت روز اليوسف: «على الفور أمر الرئيس جمال عبد الناصر بوضع خمسين ألف جنيه تحت تصرف الدكتور طه حسين لهذا الغرض».
واستطلعت المجلة آراء كتاب مصر ومفكريها في هذا العصر الذهبي وفي مقدمتهم عباس محمود العقاد ومحمد حسانين هيكل ونجيب محفوظ وسهير القلماوي الذين أجمعوا على أهمية هذا المشروع الذي يقوم عليه عميد الأدب العربي بل أن كل منهم وضع قائمة بالكتب والأعمال الأدبية والفكرية العالمية التي يود أن يترجمها حسين ضمن مشروعه.
![]() |
سلامه موسى |
وعلى الرغم من الترحاب الشديد من الأدباء والمفكرين المصريين بهذا المشروع ، فقد لاقى مشروع ترجمة الأعمال الأدبية والفكرية اعتراضا من الدكتور والأديب سلامة موسى والملقب برائد الإشتراكية المصرية، حيث رأى أن من الأفضل أن تسند الأموال لتجارب علمية حيث قال: " لا اوافق على ترجمة الكتب الأدبية بأموال الدولة، وليس معنى ذلك أن هذه الكتب غير نافعه لنا، وانما اريد أن نستطيع تأجيل ترجمة كتب الأدب وان نعجل بترجمة الكتب العلميه التي غيرت أوروبا".
يذكر أن الرئيس جمال عبد الناصر قد منح الدكتور طه حسين قلادة النيل التي تمنح فقط للملوك والرؤساء تقديراً لدوره الثقافي والأدبي.
شكرا هلي هذه اامعلومات القيمه فانا احد ابنا مدينه المنيا الجمليه والغاليه علي قلبي ولكن الانمقيم في الاسكندريه
ردحذف