الحارة المصرية تبكي عدوية.. 4- «أحيا فرحا تحت تهديد السلاح» كواليس زيارة عدوية الأخيرة للمنيا - ويكي منيا

ويكي منيا

مدونة أرشيفية خاصة بتقديم المواد الوثائقية الصحفية لكل شئ عن محافظة المنيا، شخصيات عامة ، أماكن ، تاريخ العائلات ، وغيره من المواد الوثائقية التي قد تهم القراء من محبي التاريخ والتوثيق خاصة من أبناء محافظة المنيا

اخر الأخبار

اخر الاخبار

اعلان

اعلان

احصل على القالب من عالم المدون

الثلاثاء، 7 يناير 2025

الحارة المصرية تبكي عدوية.. 4- «أحيا فرحا تحت تهديد السلاح» كواليس زيارة عدوية الأخيرة للمنيا

الحارة المصرية تبكي عدوية.. 4- «أحيا فرحا تحت تهديد السلاح» كواليس زيارة عدوية الأخيرة للمنيا


 

تواصل «ويكي منيا» التقليب في دفاتر ذكريات الفنان والمطرب الشعبي أحمد عدوية والذي رحل عن عالمنا بنهاية عام 2024 عن عمر يناهز 78 عام.

كشفت ويكي منيا في الحلقات السابقه كواليس ميلاد الفنان أحمد عدويه في قرية الروضة بملوي وتحديدا في شهر يونيو عام 1946 لأسرة متوسطة حيث كان يعمل والده بتجارة السمك، لكنه كان يعشق الغنا والمواويل. 

تأثر عدوية بحب والده للغناء والمواويل، وبعدما ترك  آل مرسي علي عون قرية الروضة في الخمسينيات متجهاً للقاهرة، وعاش الصغير أحمد بصحبة واشقائه بمنطقة «طرة» ذاك الحي التاريخي الذي يعتبر أحد معالم جنوب القاهرة الشعبية، عاش الإبن العاشر كباقي إخوته حياة متعثرة الجميع كان ينام بغرفة واحدة ؛ أربعة عشر أخ وأخت بغرفة واحدة مترصين كالحجارة أثناء النوم، فلم يكن هناك ملجأ لعدوية سوى مقهى بشارع محمد علي، حيث كان يهرب إليه من مدرسة حي طرة ليستمع للموسيقار محمد عبد الوهاب والعندليب الأسمر وتحديدا مقهى «الآلاتية» ومع مرور الأيام وتكرار محاولات الهروب برا أو عايما تاركاً كتبه على ضفاف "نيل المعادي" حتى نهاية اليوم الدراسي متجها للمقهى. "شاهد الحلقه".

وعندما علمت أسرته بما يفعله ابنهم واجهوه إما أن يعود للمدرسة أو يترك المنزل، وكان يعاقب أيضا بالحرمان من الأكل أو المصروف، لكنه لم يجد إلا شقيقته الكبرى التي كانت تحنو عليه، إلا أن شقيقته الكبرى لعبت دورا هاماً في حياته، فعندما منعت أسرته المصاريف عنه نصحته شقيقته بالعمل مع زوجها بورشة النجارة التي يملكها، ولعبت الصدفة دورها أيضا في ميلاد كلمات أولى أغانيه " السح الدح امبو" داخل منزل شقيقته عندما كانت تلاطف أبنها الرضيع بتلك الكلمات لتتحول تلك الكلمات البسيطة لأغنية شعبية تعيش في وجدان المصريين. " شاهد الحلقه"

بدأ عدوية تسجيل أولى أغانيه داخل ستديو ٤٦ بالإذاعة المصرية، بحضور عاطف منتصر الذي قام بتأجير الاستوديو للتسجيل، وفي أثناء التسجيل تعرض عدوية لهجوم شديد من مرتادي والعاملين بالإذاعة المصرية بسبب كلمات الاغنيه والتي كانت غريبه على الأسماع فلم يسبق مطلقا غناء مثل هذه الكلمات داخل ستديو ٤٦ المعروف بتسجيلات كبار المطربين ومنهم حليم وعبد الوهاب وأم كلثوم، علاوة على كونه مطرب غير معروف. " شاهد الحلقه" 



                         عدوية يلبي دعوة تاجر بطيخ بالمنيا 

كعادة المنيا ولادة للمشاهير، وكعادة أبنائها لا يتأخرون عن زيارة عروس الصعيد كلما سنحت الفرصة لذلك، وهذا ما رغب فيه أحمد عدوية حين دعاه أحد تجار الفاكهة الكبار لإحياء فرح أحد أبنائه بمدينة المنيا.

لبى عدوية دعوة  أحد أصحاب شوادر البطيخ لإحياء الفرح في الثمانينات ولكن حدث شيئا غير متوقع.

بحسب مصادر وشهود عيان تحدثت عن الواقعة في تصريحات خاصة لــ"ويكي منيا" فإن صاحب الشادر أراد احياء ليلتين ليلة الحناء وليلة الزفاف واحدة بحضور الشيخ الطبلاوي والأخرى بحضور الفنان عدوية وفرقته،وكانت هذه الزيارة الوحيدة لعدوية لبلده المنيا حتى وفاته.

مفاجأت تنتظر عدوية بالمنيا

حضر عدوية في ليلة الزفاف بحسب الموعد المتفق عليه واستقبله المعلم أنور امين وكانت هناك مفاجئتين في انتظار مطرب "السح الدح امبو".

يذكر شهود عيان تفاصيل ما حدث ليلة الثلاثين من اغسطس عام ١٩٨٧، عندما استقبلت المنيا أحمد عدويه بمفاجئتين أحدهما سرته والأخرى لم تكن في الحسبان، فور هطول عدوية ارض شارع الجزارين بمنطقة حي غرب بالمنيا استقبله المعلم أنور امين صاحب شادر البطيخ وبصحبته وفد من أهل عدوية القادمين خصيصا من قرية الروضة للاحتفال به وسماعه.

أما المفاجأة الغير سارة كانت تهديدات بعض أفراد الجماعات المسلحة لصاحب الفرح لعلمهم مسبقاً بدعوة عدوية وفرقته لإحياء الفرح، على الرغم من كون الشيخ محمد محمود الطبلاوي كان متواجداً لإحياء نفس الفرح أيضاً.


غرب المنيا تحول لثكنة عسكرية 

يروى طارق محمد حسن أحد أعضاء أمانة حزب التجمع بالمنيا كواليس ليلة قضاها أحمد عدوية بالمنيا، قائلاً قبيل وأثناء تواجد أحمد عدوية لإحياء الفرح أغلقت قوات الأمن مناطق الحبشي وابو هلال والسلخانة وشارع الجزارين، بتأمين كامل خوفاً من حدوث أي مناوشات من قبل الجماعات الإسلامية وقتها، وظلت قوات الأمن متمركزة في حراسات مشددة حتى انتهاء الفرح ومغادرة أحمد عدوية للمنيا.




أحد اقارب عدوية: الجماعات أطلقت الرصاص على الفرح

ويحكي محمد ممدوح أحد اقارب الفنان أحمد عدوية والذي حضر إليه خصيصا من قرية الروضة لاستقباله ضمن وفد قريته أن الجماعات المسلحة حاولت فض الفرح أكثر من مره رغم قيام صاحب الفرح بتأمينه برجال مسلحة إلا أن رجال الجماعات قاموا بإطلاق بعض الأعيرة النارية ونجحوا في تشتيت وتخويف الحضور على الرغم من حضور الشيخ الطبلاوي لقراءة آيات الذكر الحكيم بذات الفرح ، إلا أن الجماعات أطلقت الرصاص على الفرح وبعد فترة قليلة تم إستكمال الفرح.

وأكد ممدوح أن الفنان أحمد عدويه وشقيقه ربيع الذي كان أحد أعضاء فرقته غادروا المنطقة بعد انتهاء الفرح دون أن يتعرضوا لأي أذى، لافتاً أن عدوية عاد للقاهرة وفضل شقيقه ربيع البقاء لزيارة الأهل في قرية الروضة والعودة إلى القاهرة في اليوم التالي.

وذكر ممدوح أن الفنان عدوية فرح فرحا شديدا لاستقبالنا له في هذه الليلة، وقال للحاج انور: "دول اهلي وقرايبي اولاد خالتي" وبعدها قام صاحب الفرح بدعوتنا على العشاء وحضور الليلة في الصفوف الأولى بجانب الفرقه.

واضاف ممدوح لـويكي منيا: أثناء حضورنا للفرح تفاجأنا بهجوم جماعات مسلحين على سرادق الحفل وحاولوا الوصول للفرقه وفض الفرح إلا أنهم فشلوا في ذلك وكل ما فعلوه أنهم قاموا بتفرقة المعازيم وتعطيل الفرح لبعض الوقت، لكن عدوية وفرقته لم يستطيع أحد أن يصلوا إليهم، وغادر عدوية بعد انتهاء الفرح داخل سيارته بصحبة أفراد فرقته.

"إلحق يا فنان عربيتك احترقت"

" إلحق يا فنان عربيتك احترقت" هذه الجمله تلقاها عدوية من أحد الأفراح وهو يغني على مسرح تلك الليلة بالمنيا، وفي هذا الصدد يشير الشاعر والكاتب مينا ناصف أن والده كان أحد الشهود على تلك الليلة،  حيث وصل لعدوية وهو يغني على المسرح أن الجماعات حرقت عربيته، لكن طلب منه صاحب الشادر والفرح وكان يدعى المعلم أنور أبو امين وقال له : متنزلش من على الفرح كمل انت وفرقتك الصبح هتكون عندك نفس العربية بنفس الموديل واللون بكل مشتملاتها، وهذه الواقعة أكدها أيضا طارق محمد أحد أعضاء حزب التجمع بالمنيا.

يضيف مينا ناصف قائلا لـ"ويكي منيا" قبل فجر اليوم التالي كانت العربية الجديدة التي وعد بها صاحب الفرح في يد عدوية وكانت " اختها" اي بنفس مواصفات سيارته المحترفه.

وذكر مينا أنه علم من والده أن افراد الجماعات الإسلامية قاموا بتهديد صاحب شادر البطيخ لعدم إحياء الفرح وكان رد المعلم أنور عليهم : " لو حد منكم جه ناحية الفرح هقتله" وبالفعل تم الفرح لنهايته رغم بعض المناوشات التي وقعت، وكانت هذه الزيارة هي المرة الأولى والأخيرة التي زار فيها عدوية بلده المنيا حتى وفاته.

..... يتبع....





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكرا على دعمكم المستمر

اعلان

احصل على القالب من عالم المدون