الحارة المصرية تبكي عدوية..5: «كركشنجي جننت العندليب»: والله جوعتني يا أحمد .. ايه الحكايه؟ 

تواصل «ويكي منيا» كشف أسرار وكواليس حياة الفنان الراحل أحمد عدوية سلطان الأغنية الشعبية، والذي رحل عن عالمنا في التاسع والعشرين من ديسمبر الماضي.

فبعد أن تحدثنا عن طفولته ونشأته داخل قرية الروضة بملوي جنوب محافظة المنيا، كونه الإبن العاشر لأسرة مكونة من ١٤ اخ واخت لوالد كان يهوى غناء المواويل رغم عمله بالصيد وتربية المواشي، قبل أن يترك قريته المنياوية في سن الثالثه عشر من عمره قاصدا القاهرة وتحديداً المعادي مع اسرته . "شاهد الحلقه".

تأثر عدوية بحب غناء المواويل مثل والده لكنه فعل ما لم يفعله الاب فكان يترك مدرسته الاعداديه ليذهب لشارع محمد علي قاصداً قهوه "الآلاتية" ليستمع لأشهر المغنيين الشعبيين وكذلك ألحان محمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ، وعندما علمت أسرته بترك عدوية لمدرسة "طرة الإعدادية" والذهاب لشارع محمد علي عاقبوه أكثر من مره كان أخرها الطرد من المنزل ، ونصحته أخته بالعمل مع زوجها بورشة النجارة التي كان سبباً في ميلاد كلمات أولي أغانيه " السح الدح امبو" مع شركة صوت الحب والمنتج عاطف منتصر ، والذي قرر التعاقد مع عدوية فورا بعد سماع صوته بكازينو الاريزونا ،شاهد الحلقه .

بدأ عدوية تسجيل أولى أغانيه داخل ستديو ٤٦ بالإذاعة المصرية، بحضور عاطف منتصر الذي قام بتأجير الاستوديو للتسجيل، وفي أثناء التسجيل تعرض عدوية لهجوم شديد من مرتادي والعاملين بالإذاعة المصرية بسبب كلمات الاغنيه والتي كانت غريبه على الأسماع فلم يسبق مطلقا غناء مثل هذه الكلمات داخل ستديو ٤٦ المعروف بتسجيلات كبار المطربين ومنهم حليم وعبد الوهاب وأم كلثوم، علاوة على كونه مطرب غير معروف، " شاهد الحلقه".

ازدادت شهرة عدوية وايضا الهجوم عليه ما زاده نجاحا وتم بيع أكثر من مليون نسخة لاغنيته السح الدح امبو وتوالت الاغاني والنجاحات الكبيرة والغير متوقعة، وعلى الرغم من ذلك لم يصاب عدوية بذهو الشهرة بل كان يتعامل مع الناس بحب وطيب نفس، حتى أنه قبل دعوة أحد تجار الفاكهة لإحياء أحد الأفراح بمدينة المنيا في نهاية أغسطس عام ١٩٨٧، ولكن ما حدث في تلك الليلة كان غريباً وغير متوقع، إذ أحيا المطرب عدوية تلك الليلة يغني " تحت تهديد السلاح" شاهد الحلقه.

مع بزوغ نجم عدوية في سماء الأغنية الشعبية والتي كانت متصدرة الساحة الغنائية، كان يشارك في احياء بعض الحفلات والافراح والمناسبات بصحبة كبار المطربين والفنانين والمشاهير ومن ضمنهم أيضاً مثله الأعلى عبد الحليم حافظ والذي تكونت بينه وبين عدوية صداقه كبرى.

مثل العندليب الأسمر مثلا غنائياً أراد عدوية أن يسير على خطواته في عالم الفن منذ أن تحسس خطواته في شارع محمد علي حتى جاءت لحظة اللقاء الأول.

صورة تجمع شريفه فاضل وعبد الحليم حافظ بمجموعة من الفنانين 

"في منزل شريفه فاضل"

اعتادت الفنانة شريفه فاضل أحد أبرز مطربات جيل السبعينات، صاحبة اغنيه "ام البطل" أحد الأغاني الأيقونة المرتبطة بذكرى انتصارات أكتوبر، أن تقيم حفلاً كبيراً لعيد ميلادها بشقتها وتجمع به مشاهير الطرب والفن.

وذات مره أراد مأمون الشناوي أن يقدم لشريفة فاضل في عيد ميلادها هدية "من نوع خاص"، فقال لها:  في مغني صاعد بيغني في كازينو الاريزونا إنما إيه صوته حكايه، ايه رأيك لو يغني في عيد ميلادك" وافقت شريفة على مقترح الشناوي وقالت له : "ماشي هاته فرصه يغني قدام كبار الملحنين والمطربين والسميعه بس على ضمانتك".

وبالفعل، حضر عدوية للحفل وكانت "ملغمه" كبار المطربين والملحنين بقيادة عبد الحليم حافظ وبليغ حمدي ونجاح الموجي!

يحكي عدوية عن الحفل قائلا في أحد البرامج: أنا شفت عبد الحليم اتبرجلت، ده حبيبي ده انا كنت بحاول اقلده وانا صغير في شارع محمد علي، ولما شفته في الحفل وبعدها غنيت لقيته نده عليا، أنا قلت هيهاجمني أو يقول حاجه مش حلوه لقيته بيقول لي " يا أحمد صوتك حلو كمل ومتخافش".

منذ ذلك اللقاء توطدت العلاقة بين العندليب الأسمر وسلطان الأغنية الشعبية شيئا فشيء، فكانت تجمع عدوية سهرات ليلية شبه يوميه بمنزل حليم، وكان يعلم العندليب وقتها أن عدوية كان يغني في كازينو الاريزونا.

" حليم في الاريزونا"

حليم وعدوية في الاريزونا 

في إحدى سهرات كازينو الاريزونا تفاجأ صاحب الكازينو بوجود عبد الحليم حافظ ليس في الصالة ولكن خلف الستار جاء خصيصا ليستمع لعدوية ولكن عدوية بيسهر عند حليم كل ليله اشمعنى الليله دي جه بنفسه.

"كركشنجي جننت العندليب"

اغنية كركشنجي دبح كبشه من أجمل واغرب اغاني عدوية التي غناها في بداية السبعينات، لاحظ العندليب انتشارها بشكل ملحوظ لغرابة كلماتها وخاصة من كتبها هو الشاعر الكبير مأمون الشناوي، لك أن تتخيل أن من كتب ( أنا لك على طول - نعم يا حبيبي - صدفه) كتب كركشنجي لعدوية، وهذا ما أصاب حليم بالجنون ، فإتصل  سائلا مأمون «كتبتها ازاي دي يا مأمون"، لكن الأخير قعد يضحك وقام مغلوش على الموضوع ، فأتصل بمكتب محمد أمين سامي " صاحب  الأريزونا " ، وكان راجل برنس في نفسه كدا بيعرف كل النجوم تقريباً ، وظبط معاه ميعاد عشان يحضر النمرة بتاعة " عدوية " ، وبعد ما خلصت أجتمعوا مع بعض في مكتب"المدير ،  وسأل " عبد الحليم حافظ " : " هو يعنى إيه كركشنجي يا أبو حميد ؟!فأجابه : " يا أستاذ " حليم " ... كركشنجي هو الجزار اللى دبح كبشه يا محلا مرقة لحم كبشه يعنى الشوربة" ضحك " عبد الحليم " عدوية " بدل ما يشرح له راح مغنيها له وعشان كدا قلب " العندليب " الحوار بخفة دم : " إنت فتحت نفسى للأكل يا أحمد والله ، عشان أنامينفعش آكل الحاجات دى " ، وهنا قاطعه " عدوية " بسرعة " لا يا أستاذ ده إنت حلو " وأنتهت الجلسة بحب بين الأثنين ، والمدير بعدها اتصل ب " مأمون الشناوي " وحكاله اللي حصل فقرر إنه يطلع يفسرالكلمات الأغنية المبهمة دي .

وقبل رحيل العندليب الأسمر من كازينو الاريزونا طلب الانفراد بسامي في حديقة الكازينو، وقال له نصا: " اوعي تسيب عدوية يمشي" وطلب العندليب من صاحب الكازينو رفع أجر عدوية من 5 جنيهات الي 15 جنيه، ليرد سامي "وكان راجل شواف" قائلا: " علشان خاطر العندليب هنخليهم 20 جنيه"، وبسبب هذا الموقف رحب العندليب بعد ذلك بفكرة أحياء حفلات بكازينو الاريزونا.

"العندليب يغني السح الدح امبو"

كشف الراحل أحمد عدوية في لقاء مع الإعلامية هالة سرحان عن حفل زفاف جمعه بالعندليب عبدالحليم حافظ وتبادلا الأغنيات حيث غنى عبد الحليم حافظ للحاضرين أغنية " السح الدح امبو" وغنى عدوية اغنية " خسارة خسارة" للعندليب، وهذا ما يعكس عمق العلاقة التي جمعت بين عبد الحليم وعدوية والذي يختار دائما في أي لقاء اغنيه لعبد الحليم حافظ.

وحكت ونيسة أحمد زوجة الراحل عدوية أن من شده ارتباط عدوية بالعندليب، أن زوجها قام بزيارة عبد الحليم حافظ أثناء رحلة علاجه الأخيرة في لندن، حيث تواجد أحمد عدوية لإحياء حفل في لندن وقت وجود العندليب هناك.

...يتبع...