«بنو شادي» حكاية ربع مليون مواطن تفرقوا من المنيا وجمعتهم "قبة البرلمان"

وفد من عائلة أبو شادي بصحبة الزعيم سعد زغلول 

"بنو شادي" أو عائلة " أبو شادي" واحدة من أقدم عائلات المنيا على الإطلاق، يصل عدد  أفراد العائلة حسبما تم الإعلان لنحو ربع مليون مواطن، يعيشون بطول القطر المصري شمالاً وجنوباً، بالرغم من هذا العدد الضخم إلا أنهم تفرقوا منذ عقود بعيدة واستطاعت الصدفة أن تجمع شملهم بعد فراق طويل.

  استوطن أهلها الأصليين منطقة الشيخ فضل بمركز بني مزار بعدما قدموا إليها من نجد والجزيرة العربية هرباً من ملاحقات التتار لعلماء العرب والمسلمين، عاش مؤسس العائلة ومن معه في المنيا،وحاربوا ضد الصليبيين ضمن جيش صلاح الدين الأيوبي.

امتازت العائلة بالقوة والترابط حتى قويت شوكتهم وكبرت عزوتهم،ولقبهم الأهالي بأمراء الصعيد، وعندها شعر الوالي بالخوف من ازدياد سلطانهم  فعقد معهم صفقة قرروا خلالها التفرق على مستوى القطر المصري بأكمله.

خريطة التوزيع الجغرافي لعائلة ابو شادي الدوائر الحمراء تشير لمناطق تمركزهم 

توزعت العائلة في شمال وجنوب القطر المصري، لتنتشر في أكثر من ٢٠ محافظة ،تمركز بعضها في الوجه البحري بمحافظات الشرقية والإسماعيلية والدقهلية وكفر الشيخ ولقبوا بآل أبو شادي،أما في صعيد مصر فقد تمركزوا في المنيا وأسيوط والفيوم وأطلق عليهم عائلة "شادي".

وبالرغم من هذا التنوع والشتات الذي دام لعدة عقود، إلا أن للعائلة رموزاً كبيرة ومؤثرة في المجتمع المصري، فنجد فرع أبو شادي شخصيات بارزة منها الشاعر أحمد ذكي ابو شادي مؤسس جماعة «أبولو الشعرية»، والدكتور يسري أبو شادي كبير مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية سابقا والحائز على جائزة نوبل للسلام،والفنانة رضوى أبو شادي، واللواء دكتور محمد أبو شادي وزير التموين الأسبق، والدكتور صلاح أبو شادي بمؤسسة مصر الخير.

جدارية مصورة لبعض رموز آل شادي بمنزل العائلة بالمنيا 

 ولا يخلو فرع العائلة بمحافظات الصعيد كذلك من الرموز السياسية والاجتماعية والفنية وفي مقدمتهم المخرج العالمي شادي عبد السلام ، ومنها حاكم المنيا حسن بك شادي، وحسين بك حسن علي شادي أحد قيادات حزب الوفد بالمنيا خلال ثلاثينيات القرن الماضي، وشقيقة عبد الرحمن بك حسن علي شادي اخر عمدة للمنيا من العائلة، ومن بين الاسماء المعاصرة المهندس عمرو شادي، ومعتز شادي أمين حزب "حماة الوطن" بسمالوط.

"أصل العائلة"

ورد في كتاب " الإعلام" للزركلي اصل عائلة أبو شادي بأنهم من قبيلة (بنو شاد)، وهم بطن من بطون القحطانية المنتمية لبقعة نجد بشبه الجزيره العربيه، ولظروف غير معلومة هاجرت القبيلة إلي صعيد مصر سنه 503 هجريا عن طريق البحر الأحمر وقد مروا علي قرية الشيخ فضل وصولا إلي بني مزار ثم المنيا وهنا عرفوه ببني شادي العجالة . 

ويذكر اللواء أركان حرب محمد عبد الرحيم أبو شادي،والذي قام بجمع شجرة العائلة، أن أصول عائلة أبو شادي ترجع للعالم الكبير أحمد شادي الذي قدم وتلاميذه من نجد إلى بني مزار واستقر بمنطقة الشيخ فضل، وشاركوا مع المجاهدين في موقعه حطين.

" أمراء الصعيد"

ويضيف اللواء عبد الرحيم قائلاً: ( وفي زمن قصير جداً أصبحت بني شادي في صعيد مصر وبالتحديد في المنيا اقوي عائلات الصعيد من حيث الثراء والقوه فأطلق عليم آن ذاك أمراء الصعيد كما جاء في كتاب "نهاية الإرب في معرفة انساب العرب للقلقشندى" وذلك يرجع إلي ترابطهم و تماسكهم  اشتهر بني شادي في ذلك الوقت بالكرم و الامانه وإعطاء الضعيف حقه لأنهم كانوا من يحكمون في جلسات العرف بين الناس).

 مرت الأيام وأصبحت المنيا بالتحديد جزء من أملاك بني شادي حتي ذاع صيتهم في كل إنحاء مصر، حتى أن حاكم المنيا إبان الاحتلال الإنجليزي كان من عائلة شادي وهو الجد الاكبر في العصر الحديث .

"تفرقة حقنا للدماء"

اللواء محمد عبد الرحيم أبو شادي 

يحكي اللواء محمد عبد الرحيم أبو شادي متحدثا عن خوف الوالي العثماني من نفوذ آل شادي بالمنيا وتفاصيل إتفاق التفرقة قائلا : وصلت بعض الوشايات من أعداء أمراء الصعيد وأبلغوا الوالي  العثماني "محمد باشا المعمر كولكيران" سنه 1609 ميلادية، أن بنو شادي يخططون لاستقلال الصعيد عن الولاية العثمانية،وهو الأمر الذي اغضبه بشده، فقام الوالي بإرسال جيشاً إلي المنيا بغرض  فك وتفتيت ترابط بني شادي هناك، فإحتشد فلاحي الصعيد المصريين واقفين إمام الجيش العثماني لحماية أبناء شادي هناك، وانتهى الأمر بعد مواجهات شرسة مع جيش الوالي بعقد اتفاق مع كبار العائلة انتهى بقبول جدود العائله التفرق  في كل ربوع مصر ولكن بشرط حصولهم علي أراضي كبيره تفوق أملاكهم في المنيا وليس بمنطقة الصعيد فقط، وبالفعل قررت العائلة الإنتشار في كل ربوع القطر المصري منعا لاراقة الدماء وحفاظا على استقرار المجتمع المصري.

ذهب كل كبير من قبيلة بنو شادي، لمنطقة  واستقروا حتى انتشروا بأكثر من ٢٠ منطقة.

"لم الشمل"

ظلت العائلة متفرقة حتى عام ٢٠٠٠، والذي كان عام العودة من التشتت بعد جهود كبيرة بذلها أفراد العائلة  على مر السنين للم شمل العائلة مرة أخرى.

كانت البداية حينما  شهدت إحدى جلسات مجلس الشعب عام ٢٠٠٠ حادثة تسببت في لم شمل كل من هو منتمي وينتهي لقبه بأبو شادي أو شادي، ليرفعوا شعار «اذا انتهى اسمك بشادي أو أبو شادي .. فأنت إبن من هده العائله» .

ويروي المخرج شادي أبو شادي، مخرج فيلم العائلة التسجيلي والذي يحمل عنوان «عائلة أبو شادي تتحدث» أنه في إحدى جلسات مجلس الشعب عام ٢٠٠٠ وجه الدكتور فتحي سرور الكلمة للنائب سعد ابو شادي والنائب احمد أبو شادي و النائب عادل شادي، ومن هنا بدأت قصة التعارف ونتج عنها  تبني اللواء محمد عبد الرحيم ابوشادي انشاء جمعيه ابناء ابو شادي الخيريه في مارس ٢٠٠٣ وقيدت برقم ٥٠٢٩ بمديريه الشئون الاجتماعه بالقاهره في عنوان ٦ شارع محمد موسي من ميدان ابن الحكم حلميه الزيتون القاهره، وتختص الجمعية في تقديم الأعمال الخيرية وجمع شمل العائلة.

وأكد المخرج شادي أبو شادي أنه يحب مهنة الإخراج وان المخرج علي أبو شادي هو أول من وضعه على سلم الإخراج، كما أن المخرج شادي عبد السلام من أبرز الأسماء الفنية داخل العائلة.

يذكر أن افراد العائلة قد دشنوا صفحة على موقع التواصل" فيس بوك" بعنوان (عائلة أبو شادي تتحدث) وضعت استمارة تسجيل إنضمام للعائلة منذ عام ٢٠١٥، وأكدوا أنها محاولة لجمع أكثر من ٢٥٠ ألف فرد من عائلة أبو شادي في قاعدة بيانات واحدة.

ووفقاً لاستمارة التسجيل،فقد أشارت العائلة أن كل من ينتمي. لمحافظات (قنا،سوهاج،المنيا،القاهرة،البحيرة،المنوفية،الاسماعيلية،الغربية،كفر الشيخ،الدقهلية،الشرقية،القليوبية) وينتهي إسمك بشادي أو أبو شادي أو الشوادي، فأنت من هذه العائلة الكريمة.

لينك التسجيل بعائلة أبو شادي من هنا 

... يتبع...