"مُسافر عبر الزمن"..يصحبكم في رحلة إلي "المنيا التي لا نعرفها" .. 5- "بالاس" والعِمارة الإيطالية
فندق وميدان بالاس بالمنيا |
تستكمل "ويكي منيا" رحلتها بصحبة ذاك المسن الجليل الذي جاء من
"قاهرة المعز" ليسترجع ذكريات تاريخ المنيا، بلدته الحبيبة إلي قلبه كما
كان يقول دوماً، فبعد أن هبط من القطار على رصيف محطة المنيا مسترجعاً ذكرياته مع
الميدان وبناء المحطة الحديث والموقع القديم "شاهد الحلقة"، وتفحصنا
دفتر زيارات فندق "سافوي" وتجولنا داخله وعرفنا تاريخ مقهاه حتى تم
غلقه"شاهد الحلقة".
ذهب صاحبنا المسن ليشتري الجرائد والكتب من أكشاك "عم حكيم" و"عم حنا" والتي كانت تعرف بمراكز التنوير الثقافية بالمنيا"شاهد الحلقة"، واعتاد أن يبدأ يومه بقراءة الجرائد بصحبة فنجان القهوة بمقهى "كيمو" جالساً مع صديقه الخواجة "نيكولا" ليعلمه أخبار الدنيا ممن حوله "شاهد الحلقة".
دب الحزن قلب رفيق رحلتنا بعدما حل بمقهى صديقة الخواجه، فقرر أن يطمئن على ما تبقى من ذكرياته بميدان "بالاس"، الميدان الأشهر بالمنيا والذي كان ضمن مجموعة أراض مملوكة لأحد أشهر عائلات المنيا القبطية، حيث إمتدت أملاك عائلة "صاروفيم" من ميدان المحطة وحتى كورنيش النيل.
ميدان بالاس حالياً |
خطط "صاروفيم
بك" ميدان باﻻس علي بعد ثلاثمائة متر فقط من مبني محطة قطار المنيا الجديدة،
والتي تبرع بأرضها لتكون موقعها الجديد، بعدما بذل صاروفيم مساع كبيرة حتي نقل
المحطة لموقعها الحالي الذي إختاره لها وسط أملاكه، بعدما تبرع بأربعة أفدنة ونصف
لمبني المحطة وتوابعه وهي الورش والتفريعة ''اﻻضافية ''، كما تبرع بفدان أخر
للميدان المواجه المحطة طبقاً لإشتراطات مصلحة السكك الحديدية و التلغرافات ،
ونجحت محاولاته وتمت إنشاء المحطة في موقعها الجديد عام 1916.
فندق بالاس |
وتبرع
"صاروفيم" أيضاً بأرض ميدان "بالاس" ومساحته فدان كامل ، وتم
تشييد فندق وسينما وعمارة سكنية إحتلت المحكمة المختلطة أحد أدوارها ..جميعها كانت
في مبني واحد رائع علي الطراز اﻹنجليزي بواجهة خمسة وستين مترا وداخلة إلي العمق
بنفس العدد من الأمتار محتلة في النهاية مربعا كاملا ومطلة علي أربعة جهات هي
الميدان وشارعي ابن خصيب والـ"رمالي" وهو اﻻسم الأصلي الذي لم يعد يعرفه
أحد لشارع الحسيني ، أما الرابعة والأخيرة
هو شارع المديرية الذي تطل عليه السينما الصيفي التي كثيرا ما شاهدنا أفلامها
بالمجان .
قصر شلبي صاروفيم |
وشيد شلبي صاروفيم
بك قصره الملوكي فوق أربعة أفدنة ، ومرت علي القصر حقب عديدة حيث إشتراه الإتحاد
الإشتراكي من أصحابه في أوائل الستينيات بما لا يزيد عن 40 ألف جنيه، قبلها كان الملاك
الذين تأثروا بالتأميمات والمصادرات وقانون اﻻصلاح الزراعي قبلها كانوا قد باعوا
مساحات متفاوتة من الحديقة ، ليتم اختزال مساحة القصر إلي مساحته الحالية وهي أقل
من خمسة اﻻف متر .
وعلى الرغم من أن عمر هذا القصر يتعدى أكثر من 100عام ، إلا أنه لم يتم تسجيله أثرياً حتى الآن رغم كونه تحفة معمارية على الطراز الإيطالي الفريد.
كما شُيد فندق "بالاس" لإستضافة العديد من الفنانين الإيطاليين الذين إستقدمهم أغنياء الزمن الجميل ،لبناء قصورهم وتخطيطها، وصناعة موبلياتها ، ورسم لوحاتها سواء تلك الموجودة علي القماش والخشب ، أو فوق جدران وأسقف الغرف والبنايات.
واجهتا فندق بالاس |
وشهدت تلك الفترة تجارة رائجة في
عالم الرخام نتيجة ما أدخلة الفنانون
الإيطاليون من طرز فنية ساهمت في تطوير المعمار بالمنيا من كثرة ما تم إستخدامه في
المباني الجديدة التي كان معظمها تحفا فنية إمتدت نحو
فخامة العمارة الايطالية بالمنيا |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شكرا على دعمكم المستمر