"محدش يفصله أبداً".. قصة تورط عبد الناصر في فصل "الدمرداش توني" عن العمل لكشفه قضية فساد
تواصل "ويكي منيا" كشف أسرار حياة البطل الدمرداش توني مؤسس
الحركة الأوليمبية المصرية، فبعد أن تعرفنا في الحلقة السابقة من السلسلة على بداية
علاقته بالرئيس جمال عبد الناصر والذي دعاه للزياره بعد عودته من رئاسة بعثة مصر
الأوليمبية بدورة هلسنكي، وما دار من حديث تذكر خلاله عبد الناصر أن توني كان
أستاذه بالكلية العسكرية "شاهد الحلقة".
أثنى توني في حواره ببرنامج "شاهد على العصر" على الرئيس جمال عبد الناصر قائلاً : ( عبد الناصر شخصية زعيم وطني حر، خدم مصر كثيراً، وأنقذها من النظام الإقطاعي)، لكنه كشف كواليس تدخل الرئيس الراحل بعد تعرضه لضغوط من أجل إقالة الدمرداش من وظيفته حيث كان عضو المكتب التنفيذي لنقابة المهن الزراعية.
ويسرد أحمد الدمرداش توني كواليس قضية فصله : ( إكتشفت بحكم عملي بالتعاون الزراعي قضية فساد مالي بعد وجود زيادة في سعر إحدى صفقات السماد تقدر بـ9 مليون جنيه عن ثمنها الأصلي، وأبلغت توفيق عبد الفتاح وزير الزراعة بالواقعة فقال لي أنا عارف ومتابع القضية، فطلبت منه تتبع ملف القضية، وسألت أعضاء سابقين ببنك التسليف الزراعي عن تفاصيل القضية، لأفاجأ بطلبهم الإبتعاد عن هذه القضية لأنها كانت السبب في ترك وظائفهم!!).
وتابع إبن ملوي: ( رفضت كل النصائح وتعمدت متابعة القضية، وواصلت العمل
لكشف تفاصيلها، لأفاجأ بصدور قرار جمهوري بتوقيع الرئيس جمال عبد الناصر بإحالتي
للتقاعد من وظيفتي بالمكتب التنفيذي للمهن الزراعية وكنت وقتها في عمر الخمسين فقط).
واستطرد : تحدثت مع الوزير وشعرت في لهجته بالخوف، وتواصلت معي المخابرات العامة ليبلغوني بتتبعهم للقضية بشكل كامل وتتبعهم لكل خطواتي وتاريخي.
وبعد مرور أربعة أشهر تعين وزير الزراعة أميراً لبعثة الحج المصرية، وتقابل مع الرئيس جمال عبد الناصر فقال له " حضرتك ليه فصلت التوني؟" ليرد عبد الناصر لا يمكن حد يفصله أبداً !! محصلش مني كده لم أوقع قرار فصله.
ويكمل الدمرداش توني حديثه للإذاعي عمر بطيشة حول الواقعة ويقول : "في نفس الليلة هاتفني الرئيس عبد الناصر وقال لي أنه لم يصدر قراراً حمهورياً بفصله وأصدر مشروع قرار بعودتي للعمل، وبعد عودة وزير الزراعة من الحج بشهرين قابل الرئيس وسأله فين التوني؟ ليرد عبد الفتاح "في بيته"!! ليقاطعه عبد الناصر قائلاً "مش قلت لك يرجع" فتمت عودتي من العمل بعد ذلك .
وفسر الدمرداش هذه الواقعة بأنها دليل على أن الرئيس عبد الناصر كان
محاصراً وكانت هناك بعض الملفات تدار من وراء الرئيس بحكم أنه مشغول دائماً.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شكرا على دعمكم المستمر