حكايات هدى شعراوي 4: «حصاوي الشيخ إبراهيم» وأول فرحه في حياتي !!
تواصل «ويكي منيا» تقديم سلسلة حلقات «حكايات هدى شعراوي» احتفاء واحتفالا بذكرى مرور 144عام على ميلاد رائدة الحركة النسوية في مصر، التى ولدت في 23يونيه عام 1879بمدينة المنيا.
وبعد أن تعرفنا في الحلقات الأولى من السلسلة على حكاية سلطان باشا مع تاجر تقاوي القصب وبلاص العسل التي دونتها حفيدته «نور الهدى محمد سلطان» وما فيها من أسرار كشفت لأول مرة عن حياة المناضلة الخاصة، ومدى حب سلطان باشا وسعيه في الخير وخدمة الناس بشتى الطرق "شاهد الحلقه"، وهو ذات الخير الذي رد إلي ولده محمد سلطان بعد وفاة أبيه والذي كان أشبه بعثوره على مغارة "علي بابا" التي مكنته من إتمام صفقة شراء تفتيش دماريس -وفقا لرواية هدى شعراوي بمذكراتها الشخصية- "شاهد الحلقه".
وكشفت المناضلة هدى شعراوي في مذكراتها أن والدها محمد سلطان باشا لم يكن يفضل من شخصه الالتحاق بالمناصب بل إنه قد كان يعتذر عنها كلما كان يترشح لها، وذلك في بداية حياته ، لكن كان يقابل رفض أبيها بمزيد من الإصرار على تعيينه، كما كان صاحب الفضل -كما ترى- في إنهاء عمل المصريين بالسخرة والكرباج "شاهد الحلقه".
بلغت نور الهدى التاسعة من عمرها وكان ذلك العام مميزا جدا في حياة الصغيرة وعائلتها، كونها تمكنت من ختم القرآن الكريم، ورأت العائلة أن تقيم حفلاً بهذه المناسبة.
وصفت هدى شعراوي ذاك اليوم بأنه «أول يوم مفرح بعد وفاة والدي».
تسرد رائدة الحركة النسائية في مصر تفاصيل يوم الاحتفال بختمها للقرآن الكريم، فتقول: (كنت في التاسعة من عمري عندما ختمت القرآن الشريف، ورأت والدتي أن تحتفي بهذه المناسبة بإحياء ليله تتلى فيها آيات الذكر الحكيم تحت إشراف معلمي، ودعت بعض صاحباتها لتناول العشاء وسماع
القرآن، فكان هذا اول يوم مفرح بعد وفاة والدي).
واصلت شعراوي وصف احداث أول فرحة بعد وفاة والدها حيث حفل ختمامها القرآن الكريم، فأرادت أن ترد الجميل لمعلمها الذي كان له امنيتين فأثرت ذات التاسعه على تحقيقهما له.
كشفت هدي شعراوي في مذكراتها ما يتمناه الشيخ: " ولما كنت أعلم أن الشيخ إبراهيم معلمي يتمنى الوصول إلى وظيفة شيخ جامع ببلدته بمغاغه وأن يكون لديه «ركوبه حصاوي»، فقد أخبرت والدتي بذلك لتتحقق له أمنيته مكافأة له على تعليمي".
وتضيف : ولما جاء في اليوم التالي ليودعني فرحت كثيرا لسروره، إذ أعطته والدتي «ثمن الركوبه» مع خطاب لعلي بك شعراوي الذي كان واصيا علينا وعلى أوقاف والدي لكي يتوسط في تعيينه شيخاً لجامع بلدته، وقد عين فعلاً.
«في الحقيقة لم أكن استطيع قراءة غير القرآن» ،هكذا وصفت ابنة التاسعة معاناتها في قراءة باقي العلوم واللغات، في الوقت الذي ظن فيه أفراد عائلتها أنها ملكت ناصية اللغة العربية والديانة، ولكن وجدت بنت التاسعه حلا مألوفاً وآخر غير مألوف بل «محظورا» لكي تتخلص من معاناتها تلك .. فماذا فعلت هدى شعراوي.. كيف ارتكبت المحظور؟ هذا ما سنكتشفه في الحلقة القادمة من السلسلة.
.... يتبع....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شكرا على دعمكم المستمر