الحارة المصرية تبكي عدوية 2: عندما تحول بكاء «ابن أخته » لأول اغنيه بحياته
على الرغم من بهجة دخول العام الميلادي الجديد، وامتزاج مشاعر السعاده بين نسيج الشعب المصري مسلمين واقباط بحلول شهر رجب المبارك بالتزامن مع اقتراب أعياد المسيحيين، إلا أن الشارع الفني لا زال في حالة حزن وحداد على وفاة الفنان أحمد عدوية عميد الأغنية الشعبية مساء الأحد الماضي عن عمر يناهز الثامنة والسبعين.
كشفت ويكي منيا في أولى حلقات السلسلة المخصصة لحياة الفنان أحمد عدوية كيف احب الإبن أحمد مرسي الغناء من صوت ابيه الذي كان يكد ليأتي بلقمة العيش لأسرة مكونة من ١٦ فرد هم الاب والام و14 إبن احتل عدوية المرتبة العاشرة بينهم، لم يبتسم الحظ لمرسي عون ليحترف الغناء رغم أنه كان يمتلك صوتاً شجيا عندما كان يصدح بأغاني « الجوقة والمواويل» لكنه قرر ترك قرية الروضة بملوي والذهاب للمحروسة، وهنا ندهت النداهة عدوية. " شاهد الحلقه"
دخل أحمد مرسي علي عون العدوي المدرسة الإعدادية التابعة لحي طرة جنوب القاهرة، لكنه كان يهرب منها ويذهب الي شارع محمد علي عائما في نيل المعادي، حيث كان يدفعه موج الفن وليس البحر، وقد قال أحمد عدوية حينما سأله الإعلامي الكبير مفيد فوزي " لو مكنتش مطرب كنت تحب تشتغل إيه؟" ليجاوبه عدوية: سباح، فيقاطعه مفيد : ليه؟ قاله أصلي كنت بحب العوم جداً من صغري وكنت بهرب من المدرسة لشارع محمد علي عائما من المعادي.. يسأل مفيد: طب والكتب؟ يرد عدوية: كنت بسيبها على شط النيل وبرجع الاقيها مكانها بالليل ، كنت بنزل بملابسي الداخلية وافضل أعوام لغاية ما اوصل.
وعندما علمت أسرته بما يفعله ابنهم واجهوه إما أن يعود للمدرسة أو يترك المنزل، وكان يعاقب أيضا بالحرمان من الأكل أو المصروف، لكنه لم يجد إلا شقيقته الكبرى التي كانت تحنو عليه.
لعبت شقيقة عدوية الكبرى دورا هاماً في حياته، فعندما منعت أسرته المصاريف عنه نصحته شقيقته بالعمل مع زوجها بورشة النجارة التي يملكها، وبالفعل نزل عدوية للعمل بالنجارة لبضعة أشهر واستطاع أن يكتسب قوت يومه عن طريق ورشة زوج أخته.
أنطلق عدوية للغناء في الأفراح والليالي الشعبية، ليكتشفه عبده داغر أحد عازفي الكمان من أحد الأفراح، حينها غنى عدوية " سلامتها ام حسن" وكان يتقاضى جنيها واحدا كأجر أحيائه للافراح الشعبية.
وذكر أحمد عدوية في لقاء تليفزيوني أنه غنى لأول مره أغنية "السح الدح امبو" كهدية لإبن شقيقته الكبرى عرفانا بجميلها عليه، ففي يوم أثناء زيارة أخته كان وليدها الصغير يبكي بشدة فكانت تقول له « السح الدح» ومعناها " كده حلو وكده. وحش" وكان يلاطفه أبيه بقول «إمبو» فيزيد بكاء الطفل وهنا علمت أنه عطشان فغضبت وقلت لهم "شيلوا الواد من الأرض.. الواد عطشان اسقوه".
ومن المعروف أن اغنية السح الدح أمبو من أبرز الأغاني الشعبية التي لم يكن يتخيل يوماً أنها جاءت نتاج موقف حقيقي، ويكشف عاطف منتصر صاحب شركة صوت الحب للإنتاج الفني كواليس اول لقاء بالشاب أحمد عدوية لإنتاج اول ألبوم وكان من المفترض أن يكون عبارة عن اسطوانة لأغاني المواويل مجمعة بمشاركة العديد من المطربين الشعبيين وأبرزهم المطربة الشعبية " نوال" بحيث لا يتعدي مدة اغاني الاسطوانة ٤٠ دقيقة، وعندما قابلت عدوية بمقر الشركة تركته في المكتب لبعض الوقت لأبلغ المؤلف مأمون الشناوي بحضوره، وعندما عدت له فوجئت بأنه يدندن بعض الكلمات التي تقول « السح الدح امبو أدوا الواد لابوه» فبهرني ما قاله لكونه غريباً وقلت له إحنا هنعمل الاغنيه دي ومش هنعمل اسطوانة المواويل، ليرد عدوية قائلا: معقول ده انا رحت لفلان بيها شتمني وقالي ايه الكلام العجيب ده ، فقلت له والله هنعمل الاغنيه دي.
ويضيف منتصر: سألت عدوية مين اللي كاتب الكلمات قالي شاعر اسمه الريس بيره، وألحان الشيخ طه، فقلت لعدوية أنا هديلك ١٥ جنيه أجرك عن الأغنية.
وبالفعل تم الاتفاق على إنتاج أولى اغاني احمد مرسي، وجاءت إجمالي تكلفه إنتاج الاغنيه ٤٠ جنيه، وتم تسجيلها في استديو ٤٦ بمبني الإذاعة بماسبيرو.. فحدث ما لم يكن في الحسبان.
...يتبع...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شكرا على دعمكم المستمر