"فارس بلا جواد يحتمي بالقايات".. مذكرات حافظ نجيب .. الحلقة الثالثة "صول نقطة الشيخ مسعود ونابغة المحتالين" - ويكي منيا

ويكي منيا

مدونة أرشيفية خاصة بتقديم المواد الوثائقية الصحفية لكل شئ عن محافظة المنيا، شخصيات عامة ، أماكن ، تاريخ العائلات ، وغيره من المواد الوثائقية التي قد تهم القراء من محبي التاريخ والتوثيق خاصة من أبناء محافظة المنيا

اخر الأخبار

اخر الاخبار

اعلان

اعلان

احصل على القالب من عالم المدون

الجمعة، 18 ديسمبر 2020

"فارس بلا جواد يحتمي بالقايات".. مذكرات حافظ نجيب .. الحلقة الثالثة "صول نقطة الشيخ مسعود ونابغة المحتالين"

 

"فارس بلا جواد يحتمي بالقايات".. مذكرات حافظ نجيب .. الحلقة الثالثة "صول نقطة الشيخ مسعود ونابغة المحتالين"

 


بعد أن عرفنا كيف نجح بطل قصتنا حافظ نجيب في محو شكوك الشيخ حسن القاياتي الذي لم يقتنع بحيلة الجنون التي صنعها للتخفي من رجال البوليس في حمى عائلة القاياتي، وقع "مصطفى حسن" ذاك الإسم الذي يعرف به حافظ أو المجذوب في مطب آخر، ويتعلق هذه المرة بأحد رجال نقطة بوليس الشيخ مسعود القريبة من القرية.

ويحكي حافظ بمذكراته تفاصيل الواقعة قائلاً: على مقربة من قرية القايات تقع نقطة بوليس الشيخ مسعود، ورئيسها صول يدعى "أحمد أفندي لطفي" تقضي عليه الظروف بزيارات متكررة لبيت العائلة القاياتية.

وللصول قريباً يدعى حسن أفندي حسين، حضر لزيارته ولقضاء أياماً في ضيافته، وكان ذلك الشاب  مدرساً في مدرسة "الأقباط" بقليوب، فحضر مع الصول لزيارة المشايخ، وعرف قصة "مصطفى حسن" لأن أهل البيت يرددونها على كل زائر بسبب غرابتها وسذاجتهم حسب قوله.

تولدت بين حسن أفندي حسين ومصطفى حسن صداقة بعد معرفه قصيرة بسبب عطف الأول على الثاني، ووعده أن يحصل له على عمل بأحد المدارس الأهلية، وأعطاه عنوانه في القاهرة، ليستمر التواصل بينهما بالمكاتبة.

 


كانت قصة هروب حافظ نجيب من سحن مصر في 25 يونيو من عام 909، قد تركت أصدائها وآثارها بين الناس حتى في كل نقاط البوليس، علاوة على النوادر والحكايات التي كان يتناقلها الناس ويضيف إليها الحكايين والرواة حكايات غير صحيحة لكنها كانت مليئة بالإثارة كقصص جحا وأبي النواس، وكان هناك صحفي سوري يدعى "جورج طانوس" كان يعمل في جريدة "الوطن" وعندما سمع تلك القصص عزم أن تكون فرصته للربح، فقرر نشر كتاباً عنوانه "نابغة المحتالين..نوادر حافظ نجيب"، وأعلن عن الكتاب بما في وسعه من وسائل الإعلان التي يعرفها.

يقول حافظ : لم يكن جورج طنوس يعرف الحوادث على حقيقتها، فنشر في الكتاب ما تناقلته ألسن الناس من النوادر والحكايات، وليس فيها حقيقة، كتبها كقصاص أو روائي فكانت خيالية بمستوى تعليمه قريبة جداً من مستوى تخيل العامة وسخفهم، والقراء من العامة يقرؤون ما يصل إليهم دون وزن ولا إستقراء ولا فحص، فصدقوا ما نقل إليهم من القصص على إعتبار أنها حقائق، فنشرت في الأذهان صوراً وقصص كان يضاف ويحذف فيها، ساعدت في تكوين صورة لا تشبه حافظ على الإطلاق.

لم يخش الصحفي طانوس ملاحقته قضائياً بتهمة القذف لأن ما يكتبه عن شخص هارب يطارده رجال البوليس في جد وإهتمام، ولو عمد التدقيق في محاضر التحقيق ونشرها ملخصة في شكل قصص وروايات لربح من النشر أكثر مما ربح في كتابه نابغة المحتالين.

 

نشرت الصحف أجزاء من هذا الكتاب، وذكرت أن الكاتب نشر على الغلاف صورة حافظ نجيب، وتحتها هذان البيتان على أنهما من قول حافظ نفسه :-

                 عجبت من البوليس كيف يرومني .. وإني كالعنقاء في نظر الرائي

                 أبدل ظلي في العيون كأنني .. أبدل أثوابي ونعلي وأزيائي

 

يكمل المناضل في مذكراته قائلاً: وصلت الصحف إلي القايات، وإطلع عليها المرحوم الشيخ محمود القاياتي، وكان لا يزال شاباً له ولع المطالعة للقصص والروايات، فعقد العزم على شراء الكتاب وأرسل إلي أحد أصدقائه في القاهرة يرجو منه إرسال الكتاب إليه، عرفت الأمر من الشاب فأدركت أن وصول الكتاب للقايات يعني إفتضاح أمري، فعزمت الأمر على مبارحة القرية رغم الظروف القاسية التي تجعل عودتي للقاهرة قبل الأوان غاية في الخطورة، هذه أول مره أكرهتني المناسبات إلي وسائل سريعة غير مرئية للتمكن من الإختفاء والتنكر، لكن الخوف من إفتضاح شخصيتي في القايات قوة قاهرة تلجئني إلي التعجل بالرحيل.

 

                                                         .... يتبع....

 

 

 

 

 

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكرا على دعمكم المستمر

اعلان

احصل على القالب من عالم المدون