فتحي إدريس يوثق رحلة "الفن التشكيلي" بالمنيا عبر العصور.. 2: مرحلة الصمود - ويكي منيا

ويكي منيا

مدونة أرشيفية خاصة بتقديم المواد الوثائقية الصحفية لكل شئ عن محافظة المنيا، شخصيات عامة ، أماكن ، تاريخ العائلات ، وغيره من المواد الوثائقية التي قد تهم القراء من محبي التاريخ والتوثيق خاصة من أبناء محافظة المنيا

اخر الأخبار

اخر الاخبار

اعلان

اعلان

احصل على القالب من عالم المدون

الاثنين، 28 يونيو 2021

فتحي إدريس يوثق رحلة "الفن التشكيلي" بالمنيا عبر العصور.. 2: مرحلة الصمود

 فتحي إدريس يوثق رحلة "الفن التشكيلي" بالمنيا عبر العصور.. 2: مرحلة الصمود

الفنان فتحي ادريس

تواصل مدونة ويكي منيا تقديم حلقات حول مراحل الفن التشكيلي بالمنيا وأهم رواده وفنانيه البارزين عبر العصور والمراحل الحياتية والتاريخية المختلفة، كما جاءت وفق كتاب "فنانون من المنيا" الذي يوثق الفن التشكيلي بالمنيا للفنان فتحي إدريس.

توقفنا في الحلقة السابقة عند قيمة إرتباط الفن بالحياة وتأثيره فيها بمختلف العصور منذ أن دبت الحياة على الأرض، عرض فيها إدريس كيف تأثر الفن التشكيلي ولوحاته بعصر إخناتون بالمنيا.

وتستعرض "ويكي منيا" في حلقتها الثانية من السلسلة، مراحل حياتيه كشفت تراجع وتطور للفن التشكيلي المصري بشكل عام والمنياوي بشكل خاص، سردها الفنان فتحي إدريس في كتابه.

يشير إدريس لحدوث بعض من التراجع والتراخي الذي باعد بين تأثر الفنان المصري بماضية وبين تراثة الحضاري، إلي أن وصلنا لمرحلة الإستفاقة على يد الفنان والنحات المصري "محمود مختار" بتمثال نهضة مصر.

ويقول الفنان التشكيلي عن تلك الفترة التي أسماها مرحلة الصمود : (وقد مرت على مصر عهودا إستعمارية طويلة خلقت "هوة سحيقة"  باعدت بين الفنان المصري وماضيه وتراثه الحضاري ، وبعد ثورة 1919 وقيام نحات  مصر الخالد "محمود مختار " بإنجاز تمثاله الرائع  نهضة مصر   بدأت فى مصر محاولات الإنسلاخ من التأثير الغربي، والذى جاء مع الحملة الفرنسية وما بعدها، فبرز جيل من الرواد ( يوسف كامل ،، محمود سعيد ،،راغب عياد ) بإتجاهاتهم لتناول الموضوعات الشعبية) .



وأضاف:  ثم ظهرت جماعة ( الفن والحياة ) والتي أسسها  رمسيس يونان وكامل التلمسانى وفؤاد كامل،  ثم جماعة ( الفن المعاصر ) التى أسسها حسين يوسف أمين والتي إتخذت من الأدب الشعبي والأساطير المصرية القديمة أساسا لفلسفتها ، وبإسلوب مصري  شديد الخصوصية بعيدا عن النمط الأوروبي .

الفنان المنياوى

كان من الطبيعي أن يتأثر الفنان الصعيدي فى المنيا بالمدارس الفنية  الأوربية الوافدة ، وقد إستفاد  منها دون أن يؤثر ذلك أو يغير من رؤيته للفن كتعبير عن ثبات إعتقاده بأنه إمتداد للفنان المصري القديم  الذى أبهر العالم بعبقريته وقدراته وانسانيته المبدعة .

ربما تعجز الذاكرة عن  ذكر كل من أسهموا فى تشكيل ملامح هذا البلد الجميل  "المنيا"  بإبداعاتهم وناتجهم الفني والثقافي ، و لكننى إستطعت - بفضل الله - أن أرصد  هذه الحركة الفنية التشكيلية من خلال عدد من رموز الفن من أبناء عروس الصعيد ، للتعريف بهم وعنهم من خلال كتابي المتواضع ( فنانون من المنيا ) .



كتاب ( فنانون من المنيا ) ، صدر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة 2013 ، ضمن سلسلة إصدارات خاصة والتى تعنى بنشر الأعمال الفكرية والثقافية و الأعمال الخاصة لأبرز الكتاب فى مصر والعالم.

يمثل هذا الكتاب توثيق تاريخي لبعض رموز الحركة التشكيلية فى محافظة المنيا ،من خلال عرض  السيرة الحياتية والفنية لعدد 23 فنانا وفنانة  من أبناء المنيا ،هم : (أبو الفتوح البرعصى ، أحمد طوغان ، إيمان مصطفى ، جلال عمران ، حسن الشرق ، حلمى التونى ، خالد عبد الراضى، رمسيس يونان ، صالح الشريف ، صبحى الشارونى ، عادل كامل ، عباده محمد عباده ، عبد البديع عبد الحى ، عبد الحليم البرجينى،عبد السلام الشريف،عبد العظيم الفرجانى،عصام عبد العزيز ، فتحي ادريس ، محمد ابراهيم جاد الكريم ، محمد بيومى ، محمد نادى ، مصطفى جاب الله ، هانم صبره ، وجيه عبده عبد الغنى)                      

هذا التوثيق للحركة التشكيلية يعلن الحرب على التعصب المذهبي الذى بدأ يحل محل الانتماء الوطني والإقليمي ، كما يعلن الحرب على كل الجهود التى تبذلها بعض الدول لزرع الشقاق فى المنطقة العربية، وتشجيع التطرف الديني ابتداءا من الحركة الصهيونية الإرهابية التى حققت رد فعل عام فى المنطقة.

وهذا الكتاب لا يضم بين صفحاته كل فنانى المنيا ، بل يضم نماذجا تمثل الأجيال المختلفة ، وليس معنى ذلك أن كل من لم يتناوله الكتاب ليس رائدا أو ليست له بصمة فى الحركة التشكيلية فى المنيا ، ولكنى أقر أن تجميع المادة العلمية عمل صعب للغاية جعلني أختار هذه المجموعة من الرموز فى الاصدار الأول على أمل أن يتناول الاصدار الثاني باقي الفنانين فى بلدى  ،

والفنانون فى بلدى هم الوجه الجميل لهذا البلد العريق الذى حقق تراثه قيمة فنية رائعة على مساحة العالم كله وإستمر تواصل أجيال هؤلاء الفنانين محققين مصرية  وتميزا وخصوصية .

ولعل  هدفي من  طرح هذا الكتاب،  هو تقديم القدوة والنموذج للأجيال الفنية  الحالية ، التى لا تعلم عن جذورها إلا القليل المتواضع ، والتى بدأت تفقد هويتها بسبب الهجوم المتواصل لتيارات الغزو الثقافي، آملا أن يكون هذا العمل المتواضع احدى لبنات حائط الصد لهذه التيارات .

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكرا على دعمكم المستمر

اعلان

احصل على القالب من عالم المدون