من ١٢٥ عام ..«محكمة المنيا الشرعية» تثبت تبعية " الواحات البحريه" لعروس الصعيد..مستند

كانت محافظة المنيا منذ القدم محافظة متسعة ومترامية الحدود حتى بدايات عام ١٩٥١ حين تم اعتماد التقسيم الاداري للمنيا عبر المرسوم الملكي المعروف بأسم مشروع «المديرية الفاروقية».

وقبل ذاك التاريخ كانت المنيا تضم مركز الفشن التابع لمحافظة بني سويف حالياً، ليس هذا فقط، فقد كشفت إحدى الوثائق الرسمية التابعة لمحكمة المنيا تابعية منطقة «الواحات البحرية» لتقسيم محاكم مديرية المنيا الشرعية.

بالعودة لتاريخ السادس والعشرين من يونيو عام ١٨٩٧ أي قبل حوالي ١٢٥ عام من الآن، كشفت وثيقة إعلان محاكم المنيا الشرعية عن عدد ١٠ وظائف قسمت بين محكمة مديرية المنيا ومحاكم مراكزها السبع في ذلك الوقت وكان من بينها الواحات البحرية والفشن.

وكشف المؤرخ الراحل موفق بيومي عن الوثيقة بأنها بيان قضاة المحكمة الشرعية بمديرية المنيا عام 1897 و يتبين منها تبعية الواحات البحرية للمنيا حينذاك و هي تبعية كانت متغيرة و متنقلة بين المنيا و الجيزة ، مضيفاً بأن قرية  آبا الوقف بمغاغة كان بها محكمة و كذلك منسافيس بأبي قرقاص، كما  كانت هناك ايضا محكمة بقرية الأشمونين و لكنها وقتها كانت تابعة لمديرية أسيوط.

وثيقة تعيين عشرة قضاة بمحاكم المنيا الشرعية ومنها الواحات البحرية عام ١٨٩٧

وكشفت الوثيقة عن تعيين  الشيخ محمد ناجي قاض ورئيس لمحكمة المنيا الشرعية، وعضوية الشيخان حسين المنفلوطي وإبراهيم لطفي 

أما محاكم المراكز الشرعية فقد كانت في مركز المنيا وقاضيها هو الشيخ حسن مخلوف، الشيخ زهران محمد مدني قاضي مركز الفشن،الشيخ عثمان محمد صالح قاضي بني مزار،الشيخ محمد النجار قاضي سمالوط،الشيخ علي زيدان قاضي مغاغه،الشيخ تمام علي الموسي قاضي الواحات البحريه،الشيخ يوسف أحمد قاضي أبوقرقاص.

ويشير بيومي أن محكمة المنيا الشرعية كان موضعها وقت تاريخ الوثيقة على الأطراف الشمالية الشرقية للبلدة القديمة بجوار ( الإسبتالية السرية ) -- هي مستشفى الأمراض الجلدية و التناسلية و سميت السرية لأنه كان بها قسم للكشف على المومسات شهريا و منحهن تصريح ممارسة العمل بنمرة 3 بجوار حارة التلات مخابز الحالية خارج المدينة -- .

المؤرخ الراحل موفق بيومي

وعلق الراحل قائلاً: "مبنى المحكمة عاصرته و ما زلت أذكره جيدا حيث تم هدمه قبل حوالي ربع قرن فقط .. كان المبنى عتيقا مهيبا بالسياج الحديدي المحيط بحديقته الصغيرة الملتفة حول المبنى نفسه .. إلى أن تم هدم المبنى