حكايات هدى شعراوي 6: سر منح محمد سلطان باشا 10الاف جنيه بعد نفي عرابي!! - ويكي منيا

ويكي منيا

مدونة أرشيفية خاصة بتقديم المواد الوثائقية الصحفية لكل شئ عن محافظة المنيا، شخصيات عامة ، أماكن ، تاريخ العائلات ، وغيره من المواد الوثائقية التي قد تهم القراء من محبي التاريخ والتوثيق خاصة من أبناء محافظة المنيا

اخر الأخبار

اخر الاخبار

اعلان

اعلان

احصل على القالب من عالم المدون

الأربعاء، 3 يوليو 2024

حكايات هدى شعراوي 6: سر منح محمد سلطان باشا 10الاف جنيه بعد نفي عرابي!!

 حكايات هدى شعراوي 6: سر منح محمد سلطان باشا 10 آلاف جنيه بعد نفي عرابي!!

محمد سلطان وأحمد وعرابي



تواصل «ويكي منيا» تقديم سلسلة حلقات «حكايات هدى شعراوي» احتفاء واحتفالا بذكرى مرور 144عام على ميلاد رائدة الحركة النسوية في مصر، التى ولدت في 23يونيه عام 1879بمدينة المنيا.



وبعد أن تعرفنا في الحلقات الأولى من السلسلة على حكاية سلطان باشا مع تاجر تقاوي القصب وبلاص العسل التي دونتها حفيدته «نور الهدى محمد سلطان» وما فيها من أسرار كشفت لأول مرة عن حياة المناضلة الخاصة، ومدى حب سلطان باشا وسعيه في الخير وخدمة الناس بشتى الطرق "شاهد الحلقه"، وهو ذات الخير الذي رد إلي ولده محمد سلطان بعد وفاة أبيه والذي كان أشبه بعثوره على مغارة "علي بابا" التي مكنته من إتمام صفقة شراء تفتيش دماريس -وفقا لرواية هدى شعراوي بمذكراتها الشخصية- "شاهد الحلقه".



وكشفت المناضلة هدى شعراوي في مذكراتها أن والدها محمد سلطان باشا لم يكن يفضل من شخصه الالتحاق بالمناصب بل إنه قد كان يعتذر عنها كلما كان يترشح لها، وذلك في بداية حياته ، لكن كان يقابل رفض أبيها بمزيد من الإصرار على تعيينه، كما كان صاحب الفضل -كما ترى- في إنهاء عمل المصريين بالسخرة والكرباج "شاهد الحلقه".



بلغت نور الهدى التاسعة من عمرها وكان ذلك العام مميزا جدا في حياة الصغيرة وعائلتها، كونها تمكنت من ختم القرآن الكريم، ورأت العائلة أن تقيم حفلاً بهذه المناسبة.

وصفت هدى شعراوي ذاك اليوم بأنه «أول يوم مفرح بعد وفاة والدي» شاهد الحلقه .


ربما حالفنا الحظ أثناء اطلاعنا على أسرار حياة المناضلة المصرية هدى شعراوي ابنة محمد سلطان باشا في معرفة كواليس هذه الأحداث والوقائع التي كشفتها ابنة الباشا والتي لم تكن تفضل أن تضع نفسها في موضع «الدفاع عن أبيها» لولا كثرة الأقاويل وملاحقات شبهات الخيانة لمحمد سلطان باشا، وقد عرضنا في الحلقه الماضيه شهادة قليني فهمي باشا في دور سلطان باشا في الأحداث العرابية،بجانب اتهام عرابي بمحاولته الاستيلاء على ممتلكات محمد سلطان باشا، وذلك في إطار توثيق «ويكي منيا» لحقيقة إتهامات محمد سلطان باشا في خيانة الثورة العرابية «شاهد الحلقه»، وذلك للحد الذي وصل لحصول الباشا المنياوي والد هدى شعراوي على مبلغ 10الاف جنيه من الحكومة مباشرة بعد نفي عرابي لجزيرة «سرنديب»، فما هي حقيقة هذا المبلغ ؟



وتواصل «ويكي منيا» تفنيد تلك الإتهامات وكيف ردت عليها نور الهدى محمد سلطان الشهيرة بهدى شعراوي دفاعاً عن أبيها، وحول واقعة منح محمد سلطان باشا مبلغ 10الاف جنيه من الحكومة بعد نفي عرابي ،وهو ما فسر على أنها مكافأة له على تسهيل القبض على عرابي ورجاله ، أدلت هدى شعراوي بهذه الشهادة في مذكراتها الشخصية.

وكشفت هدى شعراوي واقعة منح والدها 10آلاف جنيها بقولها: (بعد فشل عرابي ونفيه إلى جزيرة سرنديب، أمرت الحكومة بصرف عشرة آلاف جنيه لوالدي على سبيل التعويض الرمزي عن الخسائر المادية التي لحقته من جراء تلك التصرفات، فانتهز ضعاف العقول والبصائر هذا الأمر للتشهير بوالدي، وقالوا: إنه منح المبلغ مع الخديوي توفيق لمساعدة الإنجليز على كذبهم وافترائهم، ولو فرضنا المستحيل، فإنه لا يمكن أن يبيع مصر بهذا الثمن البخس الذي لا يوازي قطرة في بحر ثروته. ولقد كان من نتيجة فشل والدي في إقناع عرابي، قيام تلك الحوادث التي أدت إلى دخول الإنجليز إلى البلاد عنوة، متذرعين بالفتن والاضطرابات الداخلية والخارجية. وما الذي كان يستطيع والدي أن يفعله إزاء الجيوش التي هزمت جيش عرابي؟هل كان في إمكانه محاربتها والتغلب عليها، أو تصديق ما كان يقال من إنهم مدافعون عن العرش واستتباب الأمن وحماية الأجانب، بدلًا من أن يدخلوا فاتحين بحد السيف؟)



تستطرد رائدة الحركة النسائية في مصر: "منذ البداية، أريد أن أؤكد حقيقة هامة، وهي إنني في هذه المذكرات لا أحاول أن أدلل على وطنية أبي محمد سلطان باشا، فهذه في رأيي قضية واضحة لا تحتاج إلى كثير من المناقشة، ولو كنت أعرف أنها موضع شك، لاخترت منذ زمن طويل أن ألتقي بكل الذين عرفوا والدي وعرفهم .... وأبحث في أوراقهم وأنقب في ذكرياتهم".

مضيفة : ومع يبدو ذلك، فإنني إزاء ما يثار في هذه الأيام من أقاويل أرى أنه من الأفضل أن أضع النقاط على الحروف، وأن ألتزم في ذلك بما جرى على ألسنة الأطراف الأخرى، فلا جدال في أن أعظم شهادة هي ما يشهد به الأعداء،  فقد حاول البعض أن يفسر المواقف بما يخدم مصالح أطراف معينة، بعيدًا عن وجه الحقيقة، ولكن تشاء إرادة الله أن وجه الحقيقة على أيديهم.
وشددت هدى شعراوي على قولها: إن أبي هو الذي حذر منذ وقت مبكر مما يمكن أن يحدث نتيجة الاندفاع في مواقف متطرفة، دون استعداد من ناحية، ودون دراسة وافية ومتأنية  ولكن الاندفاع غلب على صوت العقل، فكانت تلك النتائج السيئة التي أشار إلى إمكانية وقوعها من قبل أن تحدث وهذا هو الفارق بين الرجال، وهذا هو أيضًا الفارق بين المواقف، وهذا هو كذلك الفارق بين النتائج.
الشيخ القاياتي 



استعانت هدى شعراوي بشهادة عبد السميع عرابي الذي نشرها في جريدة «المنبر» راويا احداث يوم الاربعاء ١٣سبتمبر ١٨٨٢، والتي نقلها الأستاذ حسن القاياتي التي نشرت بجريدة الأهرام الغراء بتاريخ ۲۲ سبتمبر ۱۹۲۰ بعنوان «حول عرابي»، والتي جاء فيها: (كتب عبد السميع عرابي في «المنبر» الكلمة الآتية فيما يدافع به عن أبيه زعيم الثورة، قال : في يوم الأربعاء ١٣ سبتمبر ۱۸۸۲ كان عرابي يصلي الفجر، فسمع ضرب المدافع بشدة، ولما تفقد الأمر وجد الضرب على طول خط الاستحكام، وأن الاستحكامات تضرب المركز العمومي الذي يبعد عنها نحو أربعة آلاف متر، ولما لم يكن هناك غير الأهالي المتطوعين مع (المدعو) الشيخ محمد عبد الجواد وأخيه وجابر بك من بندر ببا، وكانوا جميعًا نحو الألفين، دعاهم للهجوم على بطارية الأعداء فامتنعوا وما زال بهم يذكرهم بالوطن وواجب الجهاد إلى آخر عبارات الاستفزاز المشتعلة في مثل هذا المقام حتى يئس من نفعهم وحتى تفرقوا جميعًا فرارًا من هول الموقف).

ويشير حسن محمد عبد الجواد القاياتي في كلمته بالاهرام أن تلك كلمة عبد السميع بك عرابي فيما يفصح به عن أبيه ويؤيد به فعلته في ذلك الموقف، أما أنا فلم تتقدم بي العين إلى شهود تلك الموقعة، وأنا أؤيد بأن أباه كان رجلًا مخلصًا بر الطوية نبيل النزعة في ثورته، ولكني على ذلك ناقل هذه الحقيقة عمن شاهدها، فأدى ما سمع وأبلغ ما رأى؛ قضاء لحق التاريخ والعلم.

بالعودة لرائدة الحركة النسوية في مصر فقد استعانت بشهادة أخرى من صديق مقرب للشيخ محمد عبد الجواد القاياتي، وقالت : حدثني رجل خصيص بالشيخ محمد عبد الجواد القاياتي (والد كاتب هذه الكلمة) حضر معه الموقعة، قال: بعد أن وقعت الهزيمة على الجيش المصري العرابي، وحقت كلمة الفشل والخزي، لم يرعني إلا عرابي باشا على فرس ضامر ينهب به الأرض نهبًا في كل مطار، حتى إذا اجتاز السرادق الذي كان فيه الشيخ محمد عبد الجواد الذي  جعل ينادي ويهتف: «يا سيدنا الشيخ لقد ضاعت دافعوا عن المسلمين في أمثال هذه الكلمات الجوفاء، فأجابه الشيخ محمد عبد الجواد بكلمات فيها شتم وتحقير ورمي بالخيانة ... ثم مر عرابي لا يلوي على شيء، وكيف تستطيع المتطوعة القتال بعد هزيمة الجيش؟
                         ....يتبع...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكرا على دعمكم المستمر

اعلان

احصل على القالب من عالم المدون