الحارة المصرية تبكي عدوية.. 3- "خطأ مطبعي = نجاح مبهر" حكاية أول اسطوانة لعدوية - ويكي منيا

ويكي منيا

مدونة أرشيفية خاصة بتقديم المواد الوثائقية الصحفية لكل شئ عن محافظة المنيا، شخصيات عامة ، أماكن ، تاريخ العائلات ، وغيره من المواد الوثائقية التي قد تهم القراء من محبي التاريخ والتوثيق خاصة من أبناء محافظة المنيا

اخر الأخبار

اخر الاخبار

اعلان

اعلان

احصل على القالب من عالم المدون

الجمعة، 3 يناير 2025

الحارة المصرية تبكي عدوية.. 3- "خطأ مطبعي = نجاح مبهر" حكاية أول اسطوانة لعدوية

 الحارة المصرية تبكي عدوية.. 3- "خطأ مطبعي = نجاح مبهر" حكاية أول اسطوانة لعدوية 





تواصل «ويكي منيا» التقليب في دفاتر عميد الأغنية الشعبية المصرية أحمد عدوية إبن المنيا الذي رحل عن عالمنا منذ أيام بعدما سطر تاريخ الأغنية الشعبية الحديثة في مصر منذ عقود ليتوج نفسه ملكاً على عرش الاغنيه الشعبية.

عدوية المولود في قرية الروضة بملوي من أسرة بسيطة مكونة من ١٤ اخ واخت كان بينهم العاشر، لم يكن يحلم إلا بالغناء والطرب ليسير على  خطى مثله الأعلى عبد الحليم حافظ، ترك قريته وذهب بصحبة أسرته إلي القاهرة، مكتفيا بتعليمه حتى الاعداديه، حيث كان يهرب من مدرسة طرة الإعدادية لمقاهي شارع محمد علي «شاهد الحلقه»

ظل عدوية يتردد على شارع محمد علي، ويتغنى ويغني ألحان محمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ، حتى بدأ يغني في الأفراح الشعبية والمناسبات، وقبل شهرته الصغيرة بالافراح الشعبية كان يعمل نجارا داخل ورشة زوج شقيقته والذي كان يبيت في منزله أيضاً، وفي إحدى الأيام بكى إبن شقيقته الرضيع بكاء شديداً ولم يستطعا والديه اسكاته، حاولت الأم تهدئة الرضيع فكانت تقول له "السح.. الدح" ولاطفه والده بقول « إمبو» لتبدأ حكايه اولى أغانيه من هنا «شاهد الحلقه».

وقعت تلك  الكلمات على أذن عدوية ويقرر الذهاب بها الي صديقه "السيد بيره" الذي تعرف عليه في شارع محمد علي، لكنهما كانا يعرضان الاغنيه على أكثر من منتج فكان الرد « انتوا مجانين .. ايه الكلام الغريب ده»

واكتشفه عازف الكمان الشهير عبده داغر في إحدى الأفراح الشعبية، والذي حول أحمد مرسي علي عون لمطرب صغير في كازينو «الاريزونا» الشهير في ذلك الوقت، وفي إحدى السهرات بالكازينو كان يتواجد كلا من الشاعر مؤمن الشناوي ومنتج الاسطوانات عاطف منتصر، اعجب الثنائي بصوت هذا الشاب الجديد، وأرسل الشناوي في طلبه ودعاه لمقابلته في مكتبه، ولبى مطرب الأفراح الشعبية دعوته.

ذكرنا في الحلقة السابقة على لسان عاطف منتصر كواليس اللقاء فكان من المفترض انتاج ألبوم مواويل شعبية كان سيجمع عدوية لأول مرة بصحبة نجوم الأغنية الشعبية لكن سرعان ما غيرت " السح الدح امبو" القرار ليتفاجأ عدوية بتوقيع عقد أولى أغانيه وتم الاتفاق على الأجر والتسجيل باستديوهات الإذاعة المصرية.




" خطأ مطبعي غير حياته"

بدأ عدوية تسجيل أولى أغانيه داخل ستديو ٤٦ بالإذاعة المصرية، بحضور عاطف منتصر الذي قام بتأجير الاستوديو للتسجيل، وفي أثناء التسجيل تعرض عدوية لهجوم شديد من مرتادي والعاملين بالإذاعة المصرية بسبب كلمات الاغنيه والتي كانت غريبه على الأسماع فلم يسبق مطلقا غناء مثل هذه الكلمات داخل ستديو ٤٦ المعروف بتسجيلات كبار المطربين ومنهم حليم وعبد الوهاب وأم كلثوم، علاوة على كونه مطرب غير معروف.
شعر منتصر بالقلق من قرار إنتاج " السح الدح امبو" لكنه أصر على إتمام العمل وانتج 1000 اسطوانة -رقم مرعب ورهان كبير- لكنه كان على حق.
يروي عاطف منتصر قصه طرح أول اسطوانة لعدوية قائلاً: بعد الانتهاء من التسجيل سافر عدوية الي ليبيا للغناء في مهرجان شعبي هناك، قمت طباعة 1000  اسطوانة داخل شركة « صوت القاهرة» واستلمتها من " العتبه".
يضيف منتصر: وانا ماشي ومعايا الاسطوانات لقيت واحد اشترى منى 10 أسطوانات وكان يدعى الشامي ولن أنسى اسمه لأن الاغنيه لم يسمعها أحد من قبل كيف يقوم بشراء اغنيه لم يسمعها، فتفاءلت وذهبت للمكتب بباقى الاسطوانات، وكان تحت المكتب مكان لبيع أسطوانات المطربين فمنحت صاحبه خمسة اسطوانات وقلت له « خدهم بيعهم ومش عاوز فلوسهم دلوقتي بس شغلها عندك علشان الناس تسمعها».

يستكمل منتج الكاسيت حكاية " السح الدح امبو»: قبل نزولي من المكتب الساعه الثانيه ظهرا، سمعت أصواتاً وضجيجا أشبه بحادث أو مشاجرة، نظرت من النافذة يميناً ويسارا فلم أجد أيا من تلك المشاهد، وإذ بالضجيج يخرج من محل الاسطوانات عاوزين الاسطوانة اللي شغاله!!
كان عاطف قد باع عشرة أسطوانات للشامي، قبل سماع الاغنيه، ومنح خمس آخرين لصاحب محل الاسطوانات من أجل الدعاية للأغنية، وقبل رحيله للمنزل كان قد باع ٩٠٠ اسطوانة في أول يوم تطرح فيه " السح الدح أمبو" وهو رقم لم يحدث لأي فنان من قبل عدوية.

" عدوية مكنش عدوية" 




كعادة أي فنان أو مطرب صاعد لابد من اختيار اسم يرتبط بأذهان ومسامع الجمهور، ولأن أحمد مرسي علي عون العدوي يحب عائلته اختار إسم العدوي، لكن هناك خطأ حدث غير مجرى حياته من عدوي إلي عدوية!.

كشف عدوية في إحدى اللقاءات التليفزيونية أن الإسم المتفق عليه لم يكن عدوية، لكن كان العدوي أو عدوي، لكنه تفاجأ بعد عودته من مهرجان ليبيا بشهرة واسعة "الناس بدأت تقوله عدوية عدويه .. إيه الحكايه" ليكتشف أن اسطوانة السح الدح امبو حدث بها خطأ مطبعي بعد نزولها مدون عليها: « صوت الحب .. وجه واحد ..  السح الدح امبو.. غناء أحمد عدوية..كلمات الريس بيرة.. لحن الشيخ طه"، وبعد نجاح الاغنيه المبهر لم يطلب أحمد العدوي تغيير هذا الخطأ المطبعي ليصبح سببا في مولد نجم جديد في سماء الأغنية الشعبية المصرية " أحمد عدوية" حيث كان يغنيها أحمد في الملاهي والافراح في بداية مشواره .


وهناك رواية أخرى حكاها الناقد طارق الشناوي ابن شقيق المؤلف مأمون الشناوي الشريك الثاني لشركة صوت الحب المنتجه لأغنية السح الدح امبو، حول سبب اطلاق عدوية على اسم المطرب الجديد، وارجح أن مأمون الشناوي أطلق عليه هذا الاسم لحبه الشديد لأغنية «عدوية» للمطرب الشعبي الكبير محمد رشدي.

 بلغت تكلفة إنتاج الاغنيه ٤٠ جنيه حصل عدوية على ١٥ جنيه منها بموجب اتفاق التعاقد وتم توزيع باقي المبلغ بين المؤلف الريس بيره والشيخ طه ملحن الاغنيه،  ويكفي من شدة نجاح اغنيه " السح الدح امبو" في هذا التوقيت غناها العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ في أحد الأفراح بحضور عدوية أيضا، وهذا ما سنكشفه لاحقاً.
        ... يتبع....



هناك تعليق واحد:

شكرا على دعمكم المستمر

اعلان

احصل على القالب من عالم المدون