"مسافر عبر الزمن"..يصحبكم في رحلة إلي "المنيا التي لا نعرفها".. 6- حكاية شارع التجارة و"وكالات العبيد"
شارع التجارة بالمنيا نهاية القرن التاسع عشر |
تستكمل "ويكي
منيا" رحلتها بصحبة ذاك المسن الجليل الذي جاء من "قاهرة المعز"
ليسترجع ذكريات تاريخ المنيا، بلدته الحبيبة إلي قلبه كما كان يقول دوماً، فبعد أن
هبط من القطار على رصيف محطة المنيا مسترجعاً ذكرياته مع الميدان وبناء المحطة
الحديث والموقع القديم "شاهد
الحلقة"، وتفحصنا دفتر زيارات فندق "سافوي" وتجولنا داخله
وعرفنا تاريخ مقهاه حتى تم غلقه"شاهد
الحلقة".
ذهب صاحبنا المسن
ليشتري الجرائد والكتب من أكشاك "عم حكيم" و"عم حنا" والتي
كانت تعرف بمراكز التنوير الثقافية بالمنيا"شاهد
الحلقة"، واعتاد أن يبدأ يومه بقراءة الجرائد بصحبة فنجان القهوة بمقهى
"كيمو" جالساً مع صديقه الخواجة "نيكولا" ليعلمه أخبار الدنيا
ممن حوله "شاهد
الحلقة".
دب الحزن قلب رفيق
رحلتنا بعدما حل بمقهى صديقة الخواجه، فقرر أن يطمئن على ما تبقى من ذكرياته
بميدان "بالاس"، الميدان الأشهر بالمنيا والذي كان ضمن مجموعة أراض
مملوكة لأحد أشهر عائلات المنيا القبطية، حيث إمتدت أملاك عائلة
"صاروفيم" من ميدان المحطة وحتى كورنيش النيل، وتبرع بإنشاء الميدان
لإقامة مشروع قومي كبير "شاهد الحلقة".
بدأت مدينة المنيا
في التوسع نهاية حكم الخديو إسماعيل وبداية حكم الخديو توفيق، عندما إمتدت المدينة
خارج حيزها العمراني القديم، ليظهر في الوجود شارع "التجارة" وميدان
"البوسته".
يقول صاحبنا المسن
عن ظهور شارع التجارة وميدان "البوسته" : علي بعد نصف كيلو إلي الجنوب من
مديرية الأمن ، يبدأ شارع "التجارة" ناحية الكورنيش والذي أنشئ في نهاية القرن الـ19، وكان في الأصل "جبانة"
قديمة قامت فوق مجموعة من "الأكوام" الأثرية التي كانت أنقاض مقابر تعود
إلي العصر اليوناني الروماني بجانب المعبد
الرئيسي للمدينة وزعت جانب من أعمدته علي
المساجد الأثرية التي تعود إلي بدايات العصر الإسلامي مثل الشيخ سعد وسيدي علي
المصري والمسجد العمري "الوداع" كما يطلق عليه.
ويصف صاحب
رحلتنا مراحل تطور شارع التجارة منذ إنشائه فيقول : "في البداية نقل الحدادون ورشهم في شارع ضيق بمواجهة ضريح
''سيدي علي المصري '' ، وبالقرب من "الكنيسة الأثرية" موقع المطرانية الحالي،
فسماها الناس "شارع كوم الحدادين".
صورة قديمة لمسجد سيدي علي المصري |
يضيف رفيق الرحلة :
بعد إتمام إنشاء "المجلس البلدي" – مجلس المدينة بمسماه القديم- تم
توسعة هذا الشارع بعدما تبرعت المطرانية ببضعة أمتار من ملكها لتصله بشارع
"جسر النيل" وأصبح هذا الشارع في نهاية القرن التاسع عشر هو أحدث مناطق
المدينة وأفخمها، مما حفز الكثير من "الصياغ" و"الجواهرجية"
للإنتقال إليه سواء مسلمون وأقباط ليطلق على الشارع "شارع الصاغة".
إزدادت المحلات
التجارية بكثرة في هذا الشارع مقلدة الطراز الأجنبي في هيئتها وعمرانها وكذلك
الوكالات التجارية الكبرى كمحلات راغب بك ورضوان بك، وكانت جميعها محلات وطنية
مملوكة لمصريين، فعرف الشارع بإسمه الرسمي والشعبي حتى الآن بشارع
"التجارة".
كانت مساحة
"شارع التجارة" تبدأ من بداية كورنيش النيل وتنتهي عند ميدان "البوسته"
الذي كان معظم سكانه من الجاليات اليونانية والإيطالية منذ ثمانينيات القرن التاسع
عشر وحتى ظهور "شارع القنصليات" بعد هذا التاريخ بـ40عام تقريباً
وكشف المؤرخ
موفق بيومي أن شارع التجارة قديماً كان يحوي وكالتين لتحرير العبيد، قائلاً أنه كان يوجد بشارع التجارة
وكالتان للعبيد تم بناؤهما في عصر الخديوي إسماعيل لتسكن بهم أسر وعائلات العبيد الذين تم
تحريرهم رغم إرادتهم تنفيذاً للمعاهدات الدولية التي وقعها إسماعيل ،والقاضية
بإنهاء "العبودية" في مصر بالكامل عام 1926.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شكرا على دعمكم المستمر